رحب المجتمع الدولي بالاتفاق الإطاري الذي وقعته دولتي السودان وجنوب السودان في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا حول القضايا الخلافية بين البلدين. ووصف المبعوث الأمريكي الخاص بالسودان، السفير برينستون ليمان، الاتفاق بالخطوة المهمة التي ستبتعد بالبلدين عن حافة الهاوية، متوقعا إعادة تدفق نفط الجنوب مجددا عبر الشمال في غضون أربعة أشهر.وكانت الخرطوموجوبا قد وصلتا خلال الأسابيع الماضية لحافة الحرب، حيث أعلن الرئيس الجنوبي، سلفاكير، التعبئة استعدادا للحرب مع الشمال ناشراً جنوده على الحدود المشتركة، كما أوقف ضخ نفط الجنوب عبر أنبوب الشمال بعد تفاقم الخلافات بين البلدين حول تعرفة نقل البترول.وفي ظل هذه الأجواء المتوترة جاء الاتفاق الإطاري بين البلدين ليشكل أرضية صلبة تمهد لتفاهمات واتفاقات خلال القمة المرتقبة بين الرئيسين السوداني عمر حسن البشير والجنوبي سلفاكير ميارديت في العاصمة الجنوبية جوبا.ويأمل المراقبون أن تحرز قمة المشير وسلفاكير تقدما يزيل الجمود في العلاقات وينزع فتيل التوتر وشبح الحرب بين البلدين.وبحسب الاتفاق الإطاري الموقع في أديس أبابا، فإن الخرطوموجوبا سيوقعان اتفاقاً حول الحريات الأربع يتيح لمواطني البلدين حرية التملك والعمل والإقامة والتنقل، واتفاقا آخر لدعم التجارة الحدودية بين البلدين.ومن القضايا المتوقع بحثها خلال قمة «المشير» و»الفريق» مسألة الحدود، فيما أشارت مصادر إلى احتمال تأجيل الحديث حول الخلاف في ملف أبيي المتنازع عليها بين الجنوب والشمال. إلى ذلك، وصف مصدر جنوبي رفيع المستوى ل»الشرق» توقيع جوبا للاتفاق الإطاري مع الخرطوم بالخطوة التكتيكية لإنهاء حالة الغضب في الشارع الجنوبي الذي يريد حلاً للأوضاع الاقتصادية المتردية نتيجة إغلاق الحدود مع السودان، ووقف التجارة البينية بين البلدين وإيقاف ضخ نفط الجنوب الذي يشكل 98 % من إجمالي الإيرادات للدولة الوليدة عبر السودان.واعتبر المصدر أن حكومة سلفاكير ترمي من وراء الخطوة لكسب تعاطف الشعب الجنوبي الذي فقد الثقة فيها خاصةً بعد اتخاذها تدابير تقشفية وصلت لحد تخفيض الإنفاق العام ل 35 % وخفض الرواتب.