اقترحت طهران أن تستضيف القاهرة الجولة المقبلة من المحادثات مع الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، فيما اتهم الاتحاد الأوروبي طهران بالمماطلة في تحديد موعد الاجتماع ومكانه. وقال وزير الخارجية علي أكبر صالحي إن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اقترح على القاهرة استضافة الاجتماع، مضيفاً: «رحب أشقاؤنا المصريون بذلك، ويتشاورون مع الدول الست». ولفت صالحي الذي زار القاهرة أخيراً، إلى «مشاورات» بين سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، مشيراً إلى أن المجلس سيعلن «موعد المحادثات ومكانها». في المقابل، قال ناطق باسم أشتون: «اقترحنا في كانون الأول (ديسمبر) مكاناً ومواعيد محددة (للمفاوضات). ومُذذاك فوجئنا كثيراً بأن إيران تعود إلينا مرة تلو أخرى، بشروط وشكليات جديدة للمحادثات، بينها مثلاً تغيير المكان وتأجيل ردّها». ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي أوروبي إن الدول الست «لا تستبعد» أي مكان للمحادثات، مستدركاً أن «إيران تقترح أماكن مختلفة في كل وقت. المسألة ليست المكان، ولكن يبدو أن إيران تحاول تأخير العملية، من خلال طرح شروط جديدة». ويأتي اقتراحها عقد جولة المحادثات مع الدول الست في القاهرة، في إطار محاولاتها المتكررة، بعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك، للتودّد إلى الرئيس المصري الجديد محمد مرسي و «الإخوان المسلمين». في السياق ذاته، أعلنت الرئاسة الإيرانية أن الرئيس محمود أحمدي نجاد سيزور مصر في شباط (فبراير) المقبل، تلبية لدعوة من مرسي، للمشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي، وذلك بوصف إيران الرئيس الدوري لحركة عدم الانحياز. وكانت وسائل إعلام إيرانية نقلت عن رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني إن «مصر دولة مهمة جداً بالنسبة إلى إيران». وأضاف خلال لقائه نظيره المصري محمد سعد الكتاتني في الخرطوم: «انتصاركم زلزال سياسي». ونشرت وكالة أنباء «فارس» تقريراً لفت إلى أن نجاد «سيكون أول رئيس إيراني، منذ انتصار الثورة (1979)، يزور القاهرة، عاصمة أكثر البلدان العربية استراتيجية، ما يمكن أن يذيب الجليد المتراكم على العلاقات الإيرانية - المصرية منذ 33 سنة». في غضون ذلك، ربط المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية، نجاح المحادثات بين الجانبين، ب «قبول الوكالة حقيقة وجود إيران نووية». وحضتّ موسكوطهران على تسريع محادثاتها مع الوكالة، محذرة إسرائيل والغرب من شنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. وتطرّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى زيارة وفد من مفتشي الوكالة طهران أخيراً، للتفاوض على «نهج منظم» يتيح للوكالة معاودة تحقيقها في أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني. وقال: «أكد الإيرانيون أنهم يريدون التوافق على كل شيء في تلك الوثيقة. ونعتقد بأن في إمكان زملائنا الإيرانيين أن يفعلوا ذلك في شكل أسرع قليلاً». لكنه حذر من أن «محاولات الإعداد لضرب المنشآت النووية الإيرانية وبنيتها التحتية، وتنفيذ الضربة، فكرة خطرة جداً جداً، ونأمل بألا تتحقق أفكار مشابهة». على صعيد آخر، انتقد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني «تياراً متطرفاً» مناهضاً للديموقراطية في البلاد، فيما أعرب الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي عن خشيته من «أن ترغم العقوبات ومشكلات أخرى، إيران على الاستسلام والدمار أو الاحتراق مثل شمعة، وهذا تهديد خطر».