طهران، باريس - أ ب، رويترز، أ ف ب - أبلغت إيران وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون أمس، موافقتها على استئناف مفاوضات «عادلة» مع الدول الست المعنية بملفها النووي. وأشارت الى الأحداث التي تشهدها دول عربية، معتبرة أنها تظهر أن «فهمها للحقائق صحيح». وبعد سنة على توقفها، استؤنفت المحادثات في جنيف في كانون الأول (ديسمبر) 2010، ثم في إسطنبول في كانون الثاني (يناير) 2011، لكنها فشلت بسبب رفض إيران وقف تخصيب اليورانيوم. وفي شباط (فبراير) الماضي، بعثت أشتون برسالة الى السلطات الإيرانية، أعلنت فيها استعداد الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، لاستئناف الحوار مع طهران، من دون شروط مسبقة. وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن السفير الإيراني لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، سلّم أشتون رسالة جوابية من سعيد جليلي، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وأبرز المفاوضين في الملف النووي. وأعرب جليلي في رسالته عن «ترحيبه بعودة (الدول الست) الى الحوار على أساس التعاون حول النقاط المشتركة»، مشدداً على أن «احترام حقوق الشعوب وتجنّب ممارسة الضغوط، يشكّلان الركيزتين الأساسيتين للتعاون»، كما أكد ضرورة أن تكون المفاوضات «عادلة». وفي إشارة الى ما يجري في دول عربية، أبلغ جليلي أشتون ان «التطوّرات التي حصلت خلال الشهور الأخيرة، تظهر ان رزمة الاقتراحات التي قدمتها إيران قبل نحو ثلاث سنوات، كانت مبنيّة على فهم صحيح للحقائق». واعتبر ان «إرادات الشعوب ستحلّ مكان العلاقات الاستبدادية في النظام الدولي، والإصرار العبثي لبعض الحكومات (الغربية) على المضي في علاقات غير متكافئة في العالم، والتصدي لمطالب الشعوب ودعمها قادة مستبدين، لا يمكن أن يستمر». إعلان طهران مضمون الرسالة أتى بعدما أشاد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ب «رغبة الدول الست في العودة الى طريق المفاوضات». وتوقّع نجاد الذي كان يتحدث في إسطنبول حيث شارك في قمة الأممالمتحدة للدول الأقل تقدماً، استئناف المفاوضات في المدينة ذاتها. لكنه شدد على رفض بلاده وقف برنامجها النووي، قائلاً: «نشاطاتنا النووية مشروعة، وتخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأعرب الناطق باسم الخارجية الأميركية مارك تونر عن «مساندة» بلاده الحوار مع إيران، مكرراً إشارته الى مساري المفاوضات والعقوبات، وقال: «الباب ما زال مفتوحاً». في باريس، أبدى الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمله في أن «يقدم الإيرانيون أخيراً رداً بناءً على اقتراحاتنا، ويتراجعوا عن الشروط المسبقة للحوار التي وضعوها في إسطنبول، ويجعلوا من الممكن إجراء مفاوضات حقيقية مع الدول الست». أما الصين فجددت تمسكها ب «تسوية ملائمة للملف النووي الإيراني، من خلال المفاوضات والحوار». في غضون ذلك، أعلنت شركة «أتوم ستروي إكسبورت» الروسية التي تبني مفاعل «بوشهر» النووي في إيران، أن المحطة بدأت «العمل بالحد الأدنى من الطاقة». وقال ناطق باسم الشركة: «هذا يعني ان التفاعل النووي بدأ. هذه إحدى المراحل الأخيرة في تدشين المفاعل». وأشار الى إجراء اختبارات عملانية على إجراءات السلامة في المفاعل. أتى ذلك بعد إعلان إيران الاثنين «تدشين» المفاعل، مشيرة الى انه سينتج طاقة كهربائية «خلال شهرين». وسخر الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست من قول الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية (موساد) مئير داغان ان هجوماً إسرائيلياً على المنشآت النووية الإيرانية سيكون «حماقة»، معتبراً انه قد «يشعل المنطقة». وقال: «اعتراف مسؤولي النظام الصهيوني بأن لديهم أفكاراً حمقاء، أمر مهم لأنهم في الماضي قدموا أفكاراً حمقاء كثيرة... قلنا مرات ان نشاطاتنا النووية سلمية وبإشراف الوكالة الذرية. تصريحات مسؤولي هذا النظام غير المشروع، لا أهمية لها بالنسبة إلينا».