وصف 360 سائق أجرة يعملون في مطار الملك فهد الدولي بالدمام، قرار إنهاء التعاقد معهم، واستبدالهم بشركة تشغّل سائقين أجانب ب «التعسفي والجائر». وقرر المطار إنهاء التعاقد مع السائق السعوديين واستبدالهم بشركات متخصصة في مجال الأجرة العامة، تُشغل سائقين أجانب. وبدأت إدارة المطار الترتيبات لذلك قبل نحو ستة أشهر. ورفض سائقو الأجرة السعوديون القرار، وتوجّه عدد كبير منهم الاثنين الماضي إلى إمارة المنطقة الشرقية، لرفع شكوى حول إيقاف عملهم في المطار. وذكروا أمام مسؤولين التقوهم في الإمارة، أن القرار «يحارب السعودة»، لافتين إلى «المضايقات التي تتعمد إدارة المطار ممارستها ضدنا. ما دعانا إلى التوجّه بشكوانا لأمير المنطقة الشرقية، للنظر فيها وإنصافنا»، بحسب أحد السائقين، الذي تحدث إلى «الحياة»، ونقل عن مسؤولي الإمارة الذين قابلوهم «كلاماً إيجابياً»، ووعوداً بمعالجة المشكلة. وحصلت «الحياة» على نسخة من خطاب وجهته إدارة المطار إلى السائقين، تضمن «عدم تجديد العقود المبرمة بين إدارة المطار، وبين سائقي الأجرة للعام المقبل 1436ه». وأشار الخطاب إلى «التعاقد مع شركات متخصصة في مجالات الأجرة العامة، بغرض تقديم خدمة احترافية منظمة لنقل المسافرين»، وذلك «لرفع مستوى الخدمة المقدمة من المطار»، بحسب ما ورد في الخطاب. وذكر سائقو سيارات أجرة أنه «سمعنا خبر إيقاف التعاقد معنا قبل نحو ستة أشهر. فيما لم نُبلّغ رسمياً إلا من خلال خطاب حُرر في 20 من ذي القعدة الماضي. وشكّل الخبر صدمة لنا لأن عملنا في سيارات الأجرة مصدر دخلنا الوحيد، وبيوتنا مفتوحة من هذا العمل، فكيف يتم إيقافنا عنه وبهذا الشكل المُشين، فيما لم نقصّر فيه يوماً». وأضافوا: «سيتم استبدالنا بأجانب، ونحن المواطنون أحق بذلك، فكيف لا نكون واجهة مشرفة للوطن؟. وتبيّن لإدارة المطار بعد بحثهم أن الحد الأدنى لدخل كل سائق ستة آلاف ريال، و الأعلى 12 ألفاً، ونقوم بدفع رسوم ألف ريال سنوياً إلى هيئة الطيران. فيما ندفع خمسة ريالات ل «المرحل»، وهي شركة متعاقدة مع المطار، لتدير مواقف السيارات، ولا نعلم سبب دفع هذا المبلغ. وفي حال توافر لدى السائق أربع رحلات في اليوم الواحد يدفع سنوياً لإدارة المطار 7300 ريال، ليكون المجموع 8300 ريال». وأضاف السائقون: «تعرضنا للكثير من المضايقات والضغوط، إلا أن ذلك لم يدفعنا للتوقف عن كسب الرزق، فهو حق مكفول لنا، أكدته تصريحات عدد من المسؤولين، فكيف سيكون وضعنا؟ وكيف سنُعيل أسرنا؟، ومعظمنا متقاعدون ومنازلنا بالإيجار. كما لا يزال البعض يدفع القسط الشهري للسيارة الأجرة، والممتد لخمسة أعوام». يذكر أن «الحياة» تلقت وعوداً بالرد من المتحدث باسم هيئة الطيران المدني بالإنابة أيمن السهلي، ولكن مر ّ أكثر من 48 ساعة على آخر الوعود، و لم تتلقَ منه رداً.