اعلن المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل كيرشوف ان عدد «الجهاديين» الأوروبيين الذين قصدوا سورية والعراق للقتال ارتفع الى «حوالى ثلاثة آلاف»، بعدما كان تحدث عن ألفين في تموز (يوليو) الماضي. (للمزيد) وتوقع «هجمات انتقامية» بعد بدء التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ضرباته في العراق وسورية، فيما رحب بتبني مجلس الأمن أمس قراراً طالب الدول الأعضاء بمنع عمليات التجنيد والسفر للانضمام إلى الجماعات المتطرفة، وقمعها. وتدرس لجنة في المجلس ايضاً طلبين أميركياً وفرنسياً لإدراج 15 متشدداً مرتبطين بجماعات قتالية في سورية والعراق وأفغانستان وتونس واليمن على اللائحة السوداء. ترافق ذلك مع دهم الشرطة الألمانية مراكز اسلامية في انحاء البلاد ومنازل لمتشددين يشتبه في صلتهم بمقاتلين في سورية وتخطيطهم لهجوم كبير، لكن من دون ان تعتقل اياً منهم، فيما صادرت اجهزة كمبيوتر وأقراصاً صلبة وبيانات الكترونية من الأماكن المداهمة. وتلقت برلين تهديداً من جماعة «ابو سياف» في الفيليبين بإعدام رهينتين إذا لم تمتنع عن دعم الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وسورية. في استراليا التي تشارك في التحالف الدولي ضد «داعش»، قتلت الشرطة مشبوهاً بالإرهاب يدعى عبد النعمان حيدر بعدما طعن رجلَي أمن في احد مراكزها. ورأى كيرشوف ان ارتفاع عدد «الجهاديين الأوروبيين» قد يكون نتج من تقدم «داعش» على الأرض، وإعلانه «الخلافة» في المناطق التي سيطر عليها. وأوضح أن «معظم هؤلاء المقاتلين قدِموا من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وهولندا والسويد والدنمارك، لكن بعضهم انطلقوا ايضاً من إسبانيا وإيطاليا وإرلندا والنمسا التي لم نعلم سابقاً وجود مقاتلين متشددين على ارضها». وأشار الى عودة بين 20 و30 في المئة من المقاتلين الأوروبيين او المقيمين في اوروبا، واستئناف بعضهم حياتهم الطبيعية، «لكن آخرين يعانون من صدمات، ويشكل قسم متشدد تهديداً». واعتبر كيرشوف ان «التحدي الذي تواجهه الدول يتمثل في تقويم مدى خطورة كل شخص عائد الى اوروبا، والرد المثالي على ذلك، خصوصاً ان الخوف الأكبر ليس من شن هجوم واسع على غرار اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، بل من تسبب فرد مزود برشاش في اضرار كبيرة». وكان الشاب الفرنسي الجزائري الأصل مهدي نموش العائد من سورية مروراً بألمانيا قتل بالرصاص في نهاية ايار (مايو) الماضي 4 اشخاص داخل المتحف اليهودي في بروكسيل، علماً انه اتهم ايضاً باحتجاز رهائن فرنسيين في سورية. وفيما أسفت باريس لغياب التعاون مع أجهزة الأمن التركية بعد وصول ثلاثة فرنسيين يعتقد بأنهم «جهاديون» الى مطار مرسيليا اول من أمس من دون ان يواجهوا مشاكل، رأى كيرشوف ان شباناً كثيرين يستطيعون التوجه بسهولة الى سورية عبر تركيا، لكننا نعمل معاً عبر حوار ممتاز، وندرك الصعوبات التي يواجهها الأتراك».