أكد رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرازق امس دعم بلاده للشعب الفلسطيني، وذلك خلال زيارة قصيرة لغزة وضع خلالها حجر الأساس لمدرسة تمولها ماليزيا، كما وقع اتفاقاً لتمويل بناء مقر جديد للحكومة. وأكد عبد الرازق عند وصوله على رأس وفد ماليزي رفيع المستوى إلى معبر رفح الحدودي مع مصر، أن زيارته هذه تأتي «للتضامن ودعم الصمود والنضال الفلسطيني». وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، أنها زيارة «إنسانية لتظهر اهتمامنا الشديد والعميق جداً بما حدث للشعب الفلسطيني في غزة والعدوان الأخير الذي استهدفها». وتابع عبد الرازق الذي ترافقه في زيارته زوجته ووزير الخارجية حنيفة حاج أمان: «قد نكون بعيدين عنكم آلاف الأميال، لكننا أمة واحدة، ونحن نؤمن بنضال الشعب الذي تعرض إلى التشتيت والظلم». وأكد أنه يأمل بأن «تصبح حكومة الوحدة الفلسطينية على أرض الواقع في القريب العاجل». وفي الجانب الفلسطيني من معبر رفح حيث كان باستقباله هنية وعدد من وزرائه وقادة «حماس»، اطلع عبد الرازق على بقايا سيارة احمد الجعبري، القائد العسكري في حماس الذي اغتالته إسرائيل في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، علماً أن بقايا السيارة وضعت قرب بوابة المعبر الفلسطيني. وبرفقة هنية، وضع المسؤول الماليزي الكبير حجر الأساس لمدرسة صناعية تمولها ماليزيا في مدينة الزهراء جنوب مدينة غزة، كما شهدا توقيع اتفاقية للتعاون المشترك تمول بموجبها حكومة ماليزيا إقامة مبنى جديد لرئاسة الحكومة الفلسطينية المقالة في مجمع أنصار، بدلاً من المقر الذي دمره الجيش الإسرائيلي بالصواريخ في منطقة الرمال غرب غزة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وحضر عبد الرازق اجتماعاً لأعضاء الحكومة المقالة شارك فيه عدد من قادة حماس في خيمة أقيمت خصيصاً فوق مبنى دمرته إسرائيل في مجمع «أنصار الأمني» غرب مدينة غزة. وقال عبد الرازق في كلمته خلال الاجتماع: «ليست هناك طريقة افضل من أن نكون على تراب غزة مع الشعب الفلسطيني ... نهنئكم على صمودكم أمام العدوان الإسرائيلي، لقد حققتكم نصراً أخلاقياً». وأضاف: «يجب أن يكون ردكم على الانتخابات الإسرائيلية تشكيل وحدة فلسطينية، ولكم منا كل الدعم لحدوث هذا الأمر»، داعياً إلى «الوصول إلى حلول عادل ومنصفة». وفي المؤتمر الصحافي نفسه، عبر هنية عن شكره رئيس الوزراء الماليزي على زيارته «الداعمة» لغزة، وقال إن هذه الزيارة «تؤكد رفض ماليزيا الحصار الأمني والاقتصادي والسياسي المفروض على الشعب الفلسطيني، بل تطور موقفها باتجاه كسر عملي للحصار». وشدد على ضرورة «استثمار هذه القدرات (الماليزية) المميزة باتجاه تعزيز صمود الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه». وتتزامن زيارة الوفد الماليزي مع الانتخابات التشريعية المبكرة في إسرائيل التي يرجح فوز رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتانياهو فيها. وقال هنية في المؤتمر الصحافي إن الانتخابات الإسرائيلية ستؤدي إلى حكومة أكثر تطرفاً في إسرائيل، داعياً الفلسطينيين والعرب والمسلمين إلى بناء استراتيجية موحدة لمواجهة «التطرف الصهيوني». وأضاف أن «هذا يتطلب منا كفلسطينيين وعرب ومسلمين بناء استراتيجية موحدة لمواجهة التطرف الصهيوني المتصاعد». كما شدد على تمسك حكومته وحركته «بخيار المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية»، مضيفاً: «جادون في إنجاز هذا الأمر وتسهيل ما يلزم لتحقيق المصالحة». وقامت زوجة رئيس الوزراء الماليزي برفقة عقيلة هنية بزيارة لمستشفيي الشفاء و»النصر للأطفال» في مدينة غزة، وفق مسؤولين في حكومة «حماس». وتمنح «جامعة الأقصى» رئيس الوزراء الماليزي شهادة دكتوراه فخرية في اجتماع يعقد في مقرها في خان يونس في جنوب قطاع غزة قبيل مغادرته غزة.