اختار الاشتراكيون الديموقراطيون في المانيا امس، الخبير الاقتصادي بير شتاينبروك المعروف بصراحته مرشحاً لهم لمنصب المستشار في مواجهة المستشارة التي تتمتع بشعبية كبيرة انغيلا مركل في الانتخابات الاشتراعية المقررة في 2013. وبعد خمسة ايام من الفوز الساحق لمركل في هانوفر (شمال) حيث انتخبت مجدداً على رأس الحزب الديموقراطي المسيحي بنسبة 98 في المئة من الاصوات، انتخب المندوبون ال635 المجتمعون في المدينة شتاينبروك بغالبية كبيرة. وستكون امامه مهمة صعبة تتمثل في هزيمة من يعتبرها قسم كبير من الالمان «امبراطورة اوروبا»، في اوج شعبيتها بعد سبع سنوات في السلطة. لكن فرص فوز شتاينبروك وهو وزير مال سابق في حكومة مركل، ضئيلة. وقال شتاينبروك لصحيفة «سودويتشه تسايتونغ» السبت ان «مركل تلقى بالتأكيد تقديراً لكن هذا لا يكفي لكسب الانتخابات». وأضاف ان الحزب الاشتراكي الديموقراطي «حسناً فعل بوضع قيمه غير المادية مثل العدالة والحرية والتضامن في الواجهة». وقال ميكائيل دونرميير الناطق باسم حملة شتاينبروك: «ننوي القيام بحملة تقرب من الناخبين، ونجدد بصيغ جديدة باقتراحنا على الناخبين خصوصاً ان يأتي النواب اليهم للنقاش». وكشف استطلاع للرأي أعلنت محطة التلفزيون الحكومية نتائجه الجمعة انه لو كان المستشار ينتخب بالاقتراع المباشر في المانيا بدل انتخابه من النواب كما هو الحال عليه، لحصلت مركل على 49 في المئة من الاصوات في مقابل 39 في المئة لمرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي. وشتاينبروك درس الاقتصاد ومعروف بروح الفكاهة وبصراحته. وبدأ حملته بشكل سيء في ايلول (سبتمبر) الماضي، اذ سرعان ما وجد نفسه غارقاً في جدل حول محاضرات القاها وأمنت له عائدات بلغت 1.25 مليون يورو خلال ثلاث سنوات. وإضافة الى شعبيته في اوساط حزبه، يتمتع شتاينبروك ببعض الشعبية في صفوف ناخبي اليمين نظراً الى حسن ادارته الازمة المالية عندما كان في حكومة مركل بين 2005 و2009. لكن جزءاً من الجناح اليساري للحزب الاشتراكي الديموقراطي ينتقد مواقفه الليبرالية ولا يؤيده بالكامل. في المقابل لم يتمكن الحزب الاشتراكي الديموقراطي من تقديم بديل حقيقي لبرنامج حكومة مركل. وهو ينتقد خطط انقاذ اليورو المدعومة من المستشارة الالمانية لكنه وافق بشكل منهجي عليها في عمليات التصويت في مجلس النواب (بوندستاغ). وأزالت مركل تدريجاً كل المسائل التي يمكن ان تسمح للحزب الاشتراكي الديموقراطي بالتقدم عليها، اذ قررت حكومتها التخلي عن الطاقة النووية على المدى الطويل واتخذت اجراءات للسماح بعمل الامهات الشابات، ودعا حزبها الى فرض حد ادنى للأجور في القطاعات التي لم يكن مطبقاً فيها.