يتوجه اليوم حوالى 50 مليون ناخب ألماني إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان اتحادي جديد للبلاد، فيما أرسل حوالى 12 مليون ناخب آخرين خلال الأسبوعين الماضيين ورقة الانتخاب إلى لجنة الفرز عبر البريد. وسينتخب سكان ولايتي براندنبورغ الشرقية وشليسفيك هولشتاين الغربية نواب برلمانيهما المحليين أيضاً. وفيما اشتكى كثيرون في الأسابيع الماضية من فتور المعركة الانتخابية التي تأخرت حملاتها جداً، لأن الإثارة فرضت نفسها خلال الأسبوعين الماضيين بعد المناظرة التلفزيونية التي أجريت بين المستشارة أنغيلا مركل التي تنتمي الى حزب «الاتحاد المسيحي» ومنافسها وزير الخارجية الاشتراكي فرانك فالتر شتاينماير، وأشعلت المعركة مع تحسن وضع الأخير. ويسعى الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي تضعه الاستطلاعات بفارق كبير في المرتبة الثانية خلف الاتحاد المسيحي، إلى منع فوز المسيحيين والحزب الليبرالي الحر بغالبية مقاعد البرلمان «البوندستاغ»، وفرض التحالف معه مجدداً. وزاد الإثارة في اليومين الأخيرين إجماع استطلاعات الرأي، باستثناء واحد نشره معهد واحد قريب من الاتحاد المسيحي، على عدم تقدم محور المسيحيين والليبراليين على محور أحزاب الاشتراكي والخضر واليسار. وأظهر استطلاع معهد «فورزا» أن المحور الأول سيحصل على نسبة 47 في المئة من الأصوات (33 في المئة للمسيحيين و14 في المئة لليبراليين)، في مقابل 47 في المئة أيضاً للمحور الثاني (25 للاشتراكيين و 12 لليسار و 10 للخضر). وفي حال صحت توقعات مراكز الاستطلاع، بعدما كانت أخفقت بالكامل قبل أربع سنوات بسبب تنبؤها بفوز ساحق لم يحصل لتحالف المسيحيين الليبراليين، فان ما سيحدد الفائز هو عدد «النواب الإضافيين» الذين يفوزون بأكثر من 50 في المئة من الأصوات في دوائرهم الفردية. ويعتمد النظام الانتخابي الألماني على التمثيل النسبي كأساس، لكنه يسمح بالتمثيل الأكثري أيضاً في الدوائر الفردية، لذا يدلي الناخب بصوته الأول للنائب الذي يختاره في دائرته وبصوته الثاني للحزب الذي يختاره على المستوى الوطني. وترجح الاستطلاعات إفادة الاتحاد المسيحي أكثر من غيره من هذا النظام الذي سيطبق للمرة الأخيرة في البلاد، بعدما اعتبرته المحكمة الدستورية العليا قبل سنوات مخالفاً للقوانين ولاختيار الناخبين عموماً، وأمهلت البرلمان حتى العام 2011 لتعديله. ويتوقع مراقبون أن تقع أزمة ثقة وتشكيك في الحكومة المقبلة إذا كانت ستحصل على أكثريتها النيابية من طريق «النواب الإضافيين». لكن يمكن للانتخابات أن تنتهي بمفاجأة أيضاً إذا قرر الناخبون المترددون، وعددهم يناهز 25 في المئة، حسم موقفهم والإدلاء بأصواتهم. واختتمت الأحزاب حملاتها الانتخابية رسمياً أول من أمس بمسيرات كبيرة لأعضائها وأنصارها.