في معرض «سي بت هانوفر 2012»، فوجئ الجمهور بروبوت يؤدي دور النادل، يتجوّل بين طاولاتهم حاملاً ما طلبوه من مشروبات ومأكولات خفيفة. ولكن، إذا سارت الأمور صوب أن صناعة روبوتات تؤدي هذا النوع من الخدمات، أفلا يفترض بها أن تتمتع بيدين قويتين تقدران على حمل ما يطلبه البشر منها، أو أداء ما يفوق قوة يدي الإنسان أصلاً؟ قياس لقوة يد الآلة الأرجح أنه يتحتّم على علماء الروبوت ابتداع طُرق متنوّعة تتضمن اختبار قدرة أيدي الروبوتات في القوة والقدرة على بذل الجهد، قبل إدخالها في خدمة الناس. من يرغب في أن تنهار ذراع الخادم الآلي عند حمله صّينية مثقلة بالمأكولات مثلاً؟ في هذا السياق، وقع اختيار شركة «أي روبوت» مباشرة على مضرب ال«بيسبول» من أجل صنع اختبار لقياس قوة يد الروبوت، وكذلك إظهار مدى تمتّعها بالمرونة النموذجيّة المطلوبة لأداء مهمات حركيّة متنوّعة. وعلى خلاف معظم أجزاء جسم الروبوت المصنوعة من موادّ صلبة، تكوّنت هذه اليدّ من لدائن تركيبية تتمتّع بمرونة المطاط وطراوته، ما يعني أنه بدلاً من اللجوء إلى حركات مدروسة وبالغة الدقّة للتحكّم بغرض معيّن، بإمكان أصابع الروبوت أن تضغط على الأشياء، فتنثني اليد، وتتخذّ شكلاً من شأنه أن يمكّنها من التقاط تلك الأشياء بإحكام. ومن جهة أخرى، يلمس الروبوت الأجهزة الإلكترونيّة المنزليّة، على غرار ال «ريموت كونترول» وأزرار مفاتيح الإضاءة والشاشات التي تعمل باللمس وغيرها، بليونة تضمن عدم تضرر هذه الأجهزة. وفي مقابلة له مع مجلّة «أي إي إي إي سبكتروم» IEEE Spectrum، أوضح كريس جونز، وهو المدير المسؤول عن قسم التقدّم في البحوث في شركة «أي روبوت»، أن يد الإنسان الآلي تعتمد على مبدأ الاحتكاك أثناء التحكّم في الأشياء التي تتعامل معها. ولفت جونز إلى أن اختصاصيي شركته يعملون على تعزيز مستويات التطابق بين قوة يد الروبوت وما يمسك به من الأشياء مباشرة، من دون الاعتماد على أجهزة استشعار باهظة الثمن، كي تنسّق بين موقع يد الروبوت والأشياء التي تحملها. وفي المقابل، بيّن أن مرونة هذا النوع من الأيدي الروبوتية، يكفل لها أيضاً ألا تتحطّم عند التلويح بمضرب ال «بيسبول» الذي يتوجب على أصابع الروبوت أن تُمسكه بقوة.