أظهر تقرير دولي ان ممارسات تعذيب الأشخاص الذين يعتقلون لأسباب مرتبطة بالصراع في أفغانستان ما زالت مستمرة وتعد أحد أكبر مصادر القلق في الكثير من مراكز الاعتقال في مختلف أنحاء البلاد. وذكر تقرير صادر عن بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان (يوناما) ان ممارسات تعذيب المعتقلين لأسباب مرتبطة بالصراع مستمرة في افغانستان على رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة الأفغانية والشركاء الدوليين للتصدي لإساءة معاملة أولئك المعتقلين. وتطبق البعثة برنامج مراقبة أماكن الاعتقال تنفيذاً لولايتها لمساعدة الحكومة وجميع الأفغان على تعزيز احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون بما في ذلك بقطاع السجون. وبني التقرير على مقابلات أجريت مع 635 معتقلاً لدى السلطات لأسباب مرتبطة بالصراع، وزيارات ال89 منشأة اعتقال في 30 مقاطعة على مدى عام بدءا من تشرين الأول/ أكتوبر 2011. ووجدت البعثة ان أكثر من نصف المعتقلين الذين قابلتهم قد تعرضوا لإساءة المعاملة والتعذيب وخاصة في 34 منشأة تابعة للشرطة الوطنية والمديرية الوطنية للأمن. وذكر التقرير ان حوادث التعذيب في منشآت الشرطة الوطنية زادت مقارنة بالعام الذي سبق إجراء الدراسة من 35% إلى 43%، ولكن المعدل انخفض بنسبة 12% بين المعتقلين في منشآت المديرية الوطنية للأمن خلال الفترة الزمنية ذاتها. وقال الممثل الخاص للأمين العام في أفغانستان يان كوبيس إن نتائج الدراسة تثير القلق البالغ، مشيراً إلى ان الحكومة جددت مراراً تأكيد التزامها بحقوق الإنسان والتعهدات الإنسانية وبنود القانون الأفغاني في هذا الشأن. ونشرت بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان بياناً شددت فيه على ان نتائج الدراسة تؤكد الحاجة العاجلة وبعيدة الأمد لإدخال إصلاحات في قطاعات القضاء والنيابة وتطبيق القانون. وتقدم الدراسة 64 توصية للحكومة والشركاء الدوليين منها وضع آلية وطنية مستقلة لمنع التعذيب.