وجَّهت الأممالمتحدة إلى الشرطة ووكالة الاستخبارات في أفغانستان أصابع الاتهام بتعذيب وسوء معاملة المعتقلين في السجون الأفغانية في الوقت الذي تسجل أفغانستان ارتفاعاً قياسياً في إنتاج المخدرات أكثر من العام الماضي بالرغم من بذل الجهود وصرف مليارات الدولارات للقضاء عليها. وقالت بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان "اليوناما" إن لديها أدلة تؤكد على استخدام وسائل للتحقيق تشكل تعذيباً وفقا للقانون الدولي والجرائم ووفقا للقانون الأفغاني إلى جانب أشكال أخرى من سوء المعاملة مع السجناء في المعتقلات الأفغانية. وذكرت أن عناصر الاستخبارات والشرطة الأفغانية تعذب بانتظام المعتقلين بمن فيهم الأطفال في عدد من السجون مما يعد خرقا للقوانين المحلية والدولية. واستطلعت المنظمة عشرات الأشخاص الذين قالوا: إن عناصر المخابرات الأفغانية والشرطة الوطنية نكلوا بهم جسدياً أوعقلياً باستخدام الضرب والصعق بالكهرباء وإزالة الأظافر معتبرة أن 35% من الذين تحتجزهم الشرطة واجهوا معاملة تعتبر تعذيباً. وذكرت أن تقريرها مبني على تحقيقات ومقابلات واسعة ومفصلة جرت خلال الفترة من أكتوبر 2010 إلى أغسطس 2011 مع أكثر من 379 معتقلاًَ ومداناً في 47 منشأة من منشآت الأمن والشرطة في 22 إقليما من بين 34 إقليماً. وحول أزمة المخدرات المعقدة والمتصاعدة بأفغانستان، أعلن قسم مكافحة المخدرات في الأممالمتحدة في تقريره السنوي ،أمس، أن إنتاج الأفيون في أفغانستان سجل ارتفاعا كبيراً في 2011 بنسبة 61 % عن العام السابق. وأوضح مدير مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في أفغانستان، جان لوك ليماهيو، أن زيادة الإيرادات تسهم في توفير المزيد من التمويل للنشاط الإجرامي، مشيرا إلى أن عدم استقرار الوضع الأمني وارتفاع سعر الأفيون دفعا المزارعين الأفغان إلى الإقبال على زراعة الخشخاش. وقال إن مردود المخدرات تراجع إلى حد كبير في 2010 بسبب مرض لحق بالخشخاش لكنه بلغ حوالى 45 كج للهكتار الواحد في 2011 مما يرفع الإنتاج السنوي الممكن إلى 5800 طن أي أكثر ب 61 % من ال3600 طن التي تم إنتاجها في 2010 بينما أنتجت أفغانستان 6900 طن من الأفيون في 2009. وظهر الخشخاش مجدداً هذا العام في شمال البلاد على مساحة حوالى 300 هكتار بعدما قالت الأممالمتحدة في 2010 إن هذه المنطقة تخلصت من هذه الزراعة حيث تفشت زراعة الخشخاش في 17 ولاية أفغانية، وهو ما يمثل زيادة كبيرة عن 14 ولاية فقط قبل عام. إلى ذلك أعلن الناطق باسم فيلق حرس الحدود شبه النظامي الباكستاني الميجور فضل الرحمن،أمس، أن حاكم إقليم خيبر بختونخوا في شمال غرب البلاد، مسعود كوسار، نجا من هجوم صاروخي نفذته طالبان مما أسفر عن إصابة 5 أشخاص، فيما لقي 11 من المسلحين حتفهم في اشتباكات مع قوات الأمن. وكان كوسار يعقد اجتماعا مع حوالي 150 من زعماء القبائل ببلدة كالايا بمنطقة أوراكزاي التي تقطنها قبائل البشتون عندما نفذ مسلحون الهجوم. وقال فضل الرحمن: إن طالبان أطلقت حوالي 6 قذائف صاروخية بالقرب من مقر الاجتماع الذي كان يرأسه كوسار. وأضاف "سقط صاروخ بالقرب من الاجتماع، دون أن يلحق أذى بالحاكم".