رحب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بالمعارضة السورية «السياسية والمسلحة»، وقال في حديث إلى «الحياة» إن الاعتراف بهذه المعارضة من الحكومة العراقية كممثل شرعي لسورية مسألة «مبدأ»، مشيراً إلى أن العراقيين أكثر الشعوب معرفة بالنظام السوري الذي لا يشبه غيره من الأنظمة التي شملها الربيع العربي، وقال إنه «تم تحذير القادة العرب بأن الصراع السوري سيستمر وقتاً طويلاً عكس ما يعتقده البعض»، وراهن الوزراء العرب على أنه لن يحدث تغيير في سورية خلال هذا العام. مؤكداً صدق توقعات العراق في شأن النظام في دمشق وقوته، وقال إن هذا لا يعني حب النظام بقدر ما هو معرفة بخباياه، فبعض الشروط والعوامل للتغيير في سورية لم تكن متوافرة وقت انتفاضة الشعب السوري وربما هذا من سوء حظه، ففي تلك الفترة تغيرت المقاييس الدولية والمعايير الإنسانية والسياسية الإقليمية، ولم تكن هناك أية رغبة أو إرادة للمساعدة، فالتغيير من الأسرة الدولية أو أميركا أو أوروبا أو دول الإقليم لم يكن وارداً، باستثناء الدول العربية ذات الإمكانات المحدودة، وتركيا التي حملت تصريحاتها عناوين عريضة من دون فعل محدد. وأشار وزير الخارجية العراقي إلى أن «تغيير الموقف الدولي من حيث التدخل العسكري وفرض منطقة حظر طيران على الأجواء السورية وارد، فالقوى الدولية لن تسمح باستمرار النزاع أطول من ذلك، وهذا في تقديري سيكون خلال النصف الأول من 2013، لأن الكلفة ستكون مرتفعة على الجميع». وأوضح أن آخر المعلومات الواردة إلى بغداد تفيد بأن سيطرة جيش النظام السوري على محيط دمشق وريفها كبيرة مقارنة بما تدعيه بعض وسائل الإعلام، كما أن سيطرة النظام تبدو جلية في دير الزور ودرعا وحلب، وهذا ليس ترويجاً لقوة النظام بقدر ما هو واقع ملموس، وهو ما يبرر موقف بشار الأسد في عدم الاعتراف بقرارات الأممالمتحدة أو بالأخضر الإبراهيمي، انتظاراً لانتخابات 2014 التي ستقرر - بحسب قوله - من سيحكم دمشق. وذكر أن موقف العراق والملاحظات التي قدمها على طاولة المفاوضات في شأن الملف السوري في مجلس الأمن انعكست في بيان جنيف، الذي يتركز على بقاء بشار «شريطة ألا يكون الحاكم الفعلي». دعم العراق لإيران وحزب الله روج له الإعلام أشار وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى أن الانطباع السائد لدى الرأي العام العربي بأن الموقف العراقي مع ما تقوم به إيران وحزب الله وروسيا ضد الشعب السوري وضد المعارضة السورية ودول الخليج وأوروبا وأميركا، انطباع غير حقيقي، متهماً الإعلام بالإضافة إلى بعض تصريحات القيادة العراقية بترسيخ وجهة النظر هذه، وهو ما يخالف الرأي الرسمي الذي يؤكد حق الشعب السوري في تقرير مصيره والتخلص من الديكتاتورية. وشدد على أنه لا يوجد أحد في العراق سيذرف الدموع على رحيل نظام بشار. وحول الائتلاف الوطني السوري والاعتراف به قال زيباري: «إنها مسألة مبدأ، فالمعارضة العراقية ظلت زمناً طويلاً لم يتم الاعتراف بها»، مضيفاً أن عدم الاعتراف لا يعني عدم الترحيب، مشدداً على أن القرار هو قرار سيادي، وليس من المنطقي أن كل معارضة تطالب بالاعتراف أن يعترف بها «فهذه سابقة». وقال إن الموقف الرسمي العراقي من الثورة السورية اتضح بعد فتح المنافذ العراقية للسوريين، وعدد اللاجئين باعتراف الأممالمتحدة وصل في العراق إلى نحو 70 ألف سوري. ونفى زيباري سماح بلاده بمرور جسر جوي إلى سورية يحمل أسلحة أو ذخيرة، موضحاً أن بغداد لا تملك إيقاف الرحلات التي تعبر أجواءها نحو الداخل السوري، لعدم امتلاكها أنظمة دفاعية مؤهلة لذلك أو طيراناً قادراً على القيام بمثل هذه المواجهات. وأضاف أن العراق أوضح ذلك للمجتمع الدولي، مطالباً إياه بالحضور للقيام بهذا الدور بذاته، لأن العراق صراحة «ليست لديه القدرة على القيام بهذا الأمر».