مع حلول الذكرى الثانية للثورة المصرية تبدأ «الحياة» بنشر سلسلة حلقات يروي فيها مساعد رئيس قطاع السجون السابق اللواء محمد حمدون يوميات رموز النظام السابق في سجن مزرعة «طرة» الذي يؤوي خلف قضبانه حكّام مصر السابقين. حمدون، الذي عاش بحكم منصبه أدق تفاصيل حياة المسؤولين السابقين في السجن، يوثق في هذه السلسلة معلومات تُكشف للمرة الأولى عن معيشتهم خلف الأسوار، بعدما تداولت الصحافة والإعلام على مدار العامين الماضيين أخباراً متضاربة عنهم. تولى اللواء حمدون، قبل أن يترك الخدمة في الشرطة المصرية، الإشراف بنفسه على إسكان رموز النظام السابق في طرة ونقلهم إلى أماكن التحقيق أو قاعات المحاكم ثم عودتهم إلى السجن، ويروي عبر 4 حلقات الصعوبات التي واجهها قطاع السجون خلال هذه المهمة. وفي الحلقة الأولى يتحدث اللواء حمدون عن حال وزارة الداخلية قبل الثورة و»النشوة» التي بدا عليها وزير الداخلية السابق حبيب العادلي في احتفال الوزراة بعيد الشرطة يوم 23 كانون الثاني (يناير) 2011، وكيف كان يفكر صانعو القرار داخل وزارة الداخلية في تلك الأيام التي شهدت حراكاً شعبياً غير مسبوق في الشارع في أعقاب نجاح الثورة التونسية. يقول اللواء حمدون إن قوات الشرطة نزلت إلى الشارع في مواجهة التظاهرات بكل ثقلها «يحركها الوازع الضميري» ظناً أن هذه التظاهرات «شغب سرعان ما ينتهي»، لكنها فوجئت بطوفان بشري يتدفق على ميادين مصر متغلباً على كل الأسلحة، ليحوّل «قيادات الأمس إلى متهمي اليوم». ويروي أن مسؤول التنظيم السابق في الحزب الوطني المنحل رجل الأعمال أحمد عز بدا الأكثر يأساً وسط «إيراد» سجن مزرعة طرة اليومي من مسؤولي النظام السابق، فيما كان سجانوهم غير مصدقين لما تراه أعينهم. ولا ينسى اللواء حمدون كيف ظهر حبيب العادلي في أول ليلة قضاها في السجن متماسكاً، وهو يهاتف نجله ومحاميه من داخل مكتب مأمور السجن، فيما سيطر التوتر والقلق وربما الانهيار على مشاعر مساعديه مدير أمن القاهرة المُقال إسماعيل الشاعر ومدير أمن الدولة حسن عبدالرحمن ومساعد أول الوزير للأمن العام عدلي فايد. وتلقى المسؤول الكبير في الشرطة سؤالاً لقائد الحرس الخاص بالعادلي العميد محمد باسم لطفي عن «جاكوزي الوزير» باستغراب كبير. وينقل حمدون مشاعر الاستياء التي أظهرها رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، المدان بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، حين أُجبر على إخلاء زنزانته لإقامة العادلي فيها لكونها الوحيدة الملحق بها دورة مياه مستقلة، لكن مصطفى ما لبث أن استجاب للأمر وتفهم الموقف. ويقول اللواء حمدون إن أول طلب للعادلي كان الحصول على مصحف. ... ويروي حمدون ان «السيدة الاولى» سوزان مبارك بكت خلال زيارتها الأولى لنجليها علاء وجمال اللذين اقاما في زنزانة كان يشغلها سابقاً القيادي الاخواني خيرت الشاطر. اضغط هنا لقراءة المقابلة كاملة