نيويورك - رويترز - أدرج مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ثلاثة سعوديين في قائمته «الإرهابية»، التي تضم 12 مقاتلاً أجنبياً، صنفهم من «المتشددين» و«جامعي الأموال» و«المجندين» المرتبطين بالجماعات الإسلامية المتشددة في سورية والعراقوأفغانستانوتونس واليمن، ووضعهم المجلس في «القائمة السوداء» بعد طلبيْن تقدمت بهما أميركا وفرنسا. وسعى المجلس لتبني قرارٍ يهدف إلى «التصدّي للمقاتلين المتشددين الأجانب»، بمعاقبة مواطنين سعوديين، إضافة إلى آخرين من فرنسا والنروج والسنغال والكويت. وتوقع المجلس إدراج 15 اسماً آخر ضمن قائمته الإرهابية قريباً، بحسب طلبات «سرية» مقدمة للجنة معاقبة «تنظيم القاعدة» التابعة لمجلس الأمن، ولم تجد اعتراضات. وأوضح المجلس أنه بالإمكان تأخير الإدراج لأسباب اعتبرها «إدارية»، فيما أبدى أحد الأعضاء حاجته إلى مزيد من الوقت لدرس هذا الأمر. وتضم القائمة عضواً سعودياً بارزاً في تنظيم «القاعدة»، يُدعى أحمد عبدالله صالح الخزمري الزهراني، الذي يرجح أنه غادر أفغانستان وباكستان العام الماضي. كما ضمّت القائمة عضواً آخر في التنظيم، وهو المسؤول عن التدريب البدني للمتشددين والتنسيق الخاص بالمقاتلين الأجانب الذين يسافرون إلى أفغانستان، ويُدعى عزام عبدالله زريق المولد الصبحي. وفي القائمة أيضاً خبير المتفجرات السعودي إبراهيم سليمان حمد الحبلين، الذي يعمل ضمن «كتائب عبدالله عزام» التي تشكلت في 2009، والمرتبطة ب«جبهة النصرة» (جناح القاعدة في سورية). وتوعّدت الأممالمتحدة الأشخاص المدرجين في قائمة الإرهاب الدولي بتطبيق العقوبات في حقهم، وتشمل المنع من السفر وتجميد الأصول وحظر السلاح. بدوره، دعا عضو مجلس الشورى السعودي الخبير في الإعلام الأمني الدكتور فايز الشهري، إلى «عدم اتهام المجتمع السعودي بالحدّة المؤدية إلى إشراك الشباب في التنظيمات الإرهابية وظهورهم في قائمة المطلوبين الدولية»، وقال ل«الحياة»: «لا يمكن اتهام المجتمع السعودي بذلك، فتعداده السكاني يتجاوز 20 مليوناً، وجميعهم يعيشون مع العالم أجمع بسلام». وأوضح الشهري أن الأحداث الأخيرة التي وقعت في سورية والعراق «كشفت أن التطرف ليس مختصاً بجنس عربي أو أجنبي»، لافتاً إلى أنه «موجود في كل مكان وزمان»، وأضاف: «تونس عُرفت بالانفتاح الاجتماعي والثقافي وجذبت السياح، ومع ذلك ربما يكون مواطنوها الأكثر مشاركة في التنظيمات الإرهابية، ومنها تنظيم داعش». واستبعد أن يكون «لأصل أو لدين أو لمجتمع بعينه علاقة في تسهيل تجنيد الشباب»، وأشار إلى أن المشاركين في التنظيمات الإرهابية من 40 جنسية «ولا يمكن أن تعيش هذه الدول كافة الثقافة نفسها»، موضحاً أن «التأجيج الإعلامي الإلكتروني وسيطرته على لغة الخطاب، أدى إلى اجتذاب هؤلاء الشباب، الذين يرون أنهم يرفعون شعارات نصر الدين، وهم يمارسون القتل والتدمير والتفجير». وقلل الشهري من إمكانات الرقابة الإلكترونية في المملكة، وأوضح أن «الرقابة بالمفهوم القديم والتقليدي لم تعُد مجدية لأن وسائل التواصل الحديثة تضم ملايين الحسابات الوهمية»، مضيفاً: «الرقابة أمر صعب في وقتنا هذا»، وحمّل أفراد المجتمع مسؤولية «الحدّ من انتشار التنظيمات الإرهابية، وجعل دور التربية الذاتية أمراً أساسياً». وأكد أن «الخطاب المتطرف يؤثر بشكل أو آخر في المجتمع وأفراده»، لافتاً إلى أن «التطرف كلمة واحدة، ولغته الدمار». كويتي وقطري وعرب آخرون في «القائمة السوداء» تضمّنت قائمة الأممالمتحدة أيضاً سيف الله بن حسين زعيم جماعة أنصار الشريعة في تونس، ذات الصلة ب«القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، التي جندت شباناً من تونس ليقاتلوا في سورية. كما ورد في القائمة اسم وُصف بأنه واحد من داعمي «القاعدة» في العراق مالياً، وعمل وسيطاً بين قيادات التنظيم والمانحين في قطر، ويُدعى عبدالرحمن عمير النعيمي. أما عبدالرحمن خلف عبيد جديع العنزي، فهو موجود في سورية منذ 2013، وكان وسيطاً لدى «جبهة النصرة»، وأوفد عملاء وأرسل إمدادات إلى سورية من الخليج، وبدأ في وقت سابق من هذا العام في تقديم «إمدادات متنوعة» ل«داعش». ومن ضمن المدرجين شافي سلطان محمد العجمي وهو كويتي، وُصف بأنه «جامع أموال نشط لجبهة النصرة، ويدير بصورة منتظمة حملات على وسائل التواصل الاجتماعي تطلب تبرعات للمقاتلين السوريين». وأنس حسن خطاب، وهو سوري ساعد في تشكيل «جبهة النصرة»، وهو الزعيم الإداري للجماعة، وكذلك العراقي ميسر علي موسى عبدالله الجبوري (أبو ماريا القحطاني)، وهو «الزعيم الديني للجماعة» بحسب توصيف الأممالمتحدة، وإن كانت الجبهة جمدت عضويته. ويضاف إليهم عبدالرحمن محمد مصطفى القادولي، وهو عراقي يتولى موقعاً قيادياً في «داعش» بسورية، وعمل نائباً لزعيم «القاعدة» في العراق أبومصعب الزرقاوي. فيما طلبت الولاياتالمتحدة إدراج جماعتين على «القائمة السوداء»، هما «كتائب عبدالله عزام في الشرق الأوسط» و«أنصار الشريعة» في تونس، لصلتهما ب«القاعدة».