بدأت الولاياتالمتحدة ودول عربية عدة فجر أمس الثلثاء حملة واسعة ضد مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وجماعات مسلحة أخرى متهمة بالإرهاب في سورية، في أول تحرّك من نوعه في هذا البلد بعدما اقتصرت الضربات في الأسابيع الماضية على مواقع «داعش» في العراق فقط. وفي وقت قال ناشطون إن الضربات أوقعت ما لا يقل عن 400 قتيل وجريح، معظمهم من المقاتلين ولكن بينهم العديد من المدنيين أيضاً، سُجّلت حركة نزوح واسعة من مناطق سيطرة «الدولة الإسلامية» خشية وقوع مزيد من الضربات. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير له عن الغارات: «قُتل ما لا يقل عن 70 مقاتلاً من تنظيم «الدولة الإسلامية» بعضهم من الجنسيات السورية، وأصيب نحو 300 آخرين بجروح، جراء الغارات والضربات الصاروخية التي نفذتها قوات التحالف العربي - الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وتنظيمات إسلامية أخرى تضم مقاتلين من جنسيات غير سورية». وأوضح أن الضربات استهدفت «مقار ومراكز وحواجز ومعسكرات لتنظيم الدولة الإسلامية في الرقة ودير الزور والحسكة». وأكد «المرصد» أن «عدد صرعى تنظيم «الدولة الإسلامية» مرشح للارتفاع إلى أكثر من 150 بسبب وجود أكثر من 100 جريح حالتهم حرجة، وتم نقلهم إلى العراق». أما في محافظة حلب، فنقل «المرصد» عن «مصادر طبية وميدانية» أن «ما لا يقل عن 50 من مقاتلي جبهة النصرة غالبيتهم الساحقة من جنسيات غير سورية، لقوا مصرعهم جراء تنفيذ التحالف ... ضربات صاروخية على مقار لجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في ريف حلب الغربي». وتابع: «تبيّن أن الشهداء الثمانية المدنيين الذين استشهدوا في القصف على منطقة كفر دريان الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظتي حلب وإدلب، هم من الجنسية السورية، بينهم طفلة وشقيقتها، وسيدة وطفلها». أما في محافظة الرقة، فأشار «المرصد» إلى أن «مناطق محيطة بمقار ومراكز وحواجز لتنظيم «الدولة الإسلامية» في الرقة وريفها، تشهد حركة نزوح وإخلاء مواطنين لمنازلهم، تخوفاً من ضربات جديدة قد ينفذها التحالف العربي - الدولي». وأوضح أن «التحالف» كان قد نفّذ فجراً «ما يقارب من 20 غارة وضربة صاروخية على مقار ومراكز وحواجز لتنظيم «الدولة الإسلامية»، في مدينة الرقة وريفيها الغربي والشمالي، في مناطق تل أبيض والطبقة وعين عيسى، ومن بين المراكز التي تعرضت للقصف مبنى المحافظة الذي يتخذه تنظيم «الدولة الإسلامية» مقراً له، ومناطق في محيط مدينة الطبقة، وأيضاً مراكز ومقار في منطقة تل أبيض ومحيط بلدة عين عيسى، وسط معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف عناصر تنظيم « الدولة الإسلامية». ووزع ناشطون صوراً لطائرة استطلاع أميركية سقطت بعد اصطدامها ببرج هوائي في الرقة أمس. واستهدفت ثماني ضربات أخرى للتحالف معسكرات التدريب ومقار القيادة ومواقع أخرى ل «داعش» في المشارف الغربية لمدينة دير الزور. كما شملت الضربات مدينة البوكمال على الحدود العراقية - السورية والتي جعلها تنظيم «الدولة» جزءاً من ولاية جديدة هي «ولاية الفرات» التي تضم مناطق متداخلة من سورية (البوكمال) والعراق (القائم). وأشارت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» إلى أن «غارات طيران التحالف على منطقة جبل شاعر بريف تدمر (محافظة حمص) استهدف معظمها خيماً للبدو الرحل (رعاة الغنم) وأدت إلى استشهاد عائلة من 6 أشخاص». وفي واشنطن، قال مسؤولون أميركيون إن الضربات لمواقع «الدولة الإسلامية» في سورية ستتواصل وستعتمد وتيرتها على طبيعة الأهداف. وأوضحت مصادر عسكرية أميركية، من جهتها، أن القوات البحرية نفّذت 22 ضربة في سورية، 14 منها استهدف تنظيم «داعش»، و8 مجموعة «خراسان» التي لها صلة بتنظيم «القاعدة»، في مقابل اطلاق 47 صاروخ كروز من طراز «توما هوك» على هذه الأهداف. وأعلنت وزارة الدفاع (البنتاغون) أن الجيش الأميركي و«شركاء» آخرين شنوا للمرة الأولى غارات على مواقع «الدولة الإسلامية» في سورية بواسطة مقاتلات وقاذفات وطائرات من دون طيار كما تم اطلاق 47 صاروخ «توماهوك» من سفن أميركية متواجدة في البحر الأحمر ومنطقة الخليج. وقالت إن الولاياتالمتحدة تلقت دعماً في ضرباتها ضد «الدولة الإسلامية» من حلفائها العرب، البحرين والأردن والسعودية وقطر والإمارات. وجاء في بيان «البنتاغون» أن «الضربات دمرت أو ألحقت أضراراً بأهداف عدة للدولة الإسلامية بما فيها مقاتلون ومجموعات تدريب ومقار ومنشآت قيادة ومخازن ومركز تمويل وشاحنات إمدادات وآليات عسكرية». واستهدفت الغارات التنظيم في معقله في الرقة (شمال سورية) إلى جانب أهداف على الحدود بين سورية والعراق في دير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق) والبوكمال (شرق) حيث تم تدمير أهداف للتنظيم أو إلحاق الأذى فيها. كما نفّذت القوات الأميركية ثماني ضربات ضد مجموعة متطرفة أخرى تتواجد على الحدود الإدارية بين محافظتي حلب (شمال) وإدلب (الشمال الغربي) وهي مجموعة خراسان التي تضم عناصر سابقين من «القاعدة». وبرّر البيان الضربة ب «إحباط هجوم وشيك ضد الولاياتالمتحدة ومصالح غربية كانت تخطط له» هذه المجموعة. وانضمت عناصر «مجموعة خراسان» إلى تنظيم «جبهة النصرة» (ذراع تنظيم القاعدة في سورية). وأضاف البيان أنه على خلاف الضربات التي استهدفت «الدولة الإسلامية» بمشاركة الحلفاء في العديد من المناطق في سورية، نفذت الضربة الموجهة إلى «مجموعة خراسان» الى الغرب من مدينة حلب بموارد أميركية فقط. وأكد ناشط أن منزلاً تستخدمه «جبهة النصرة» تعرض للقصف كما تعرضت إحدى قواعد الجبهة لضربة مماثلة.