شنت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها للمرة الأولى فجر أمس غارات جوية وصاروخية على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في سوريا، وقتلت عشرات من مقاتلي التنظيم وأعضاء بجبهة النصرة التابعة للقاعدة. وقال الأميرال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاجون) في بيان «أستطيع تأكيد أن قوات الجيش الأمريكي وقوات دول شريكة تقوم بعمل عسكري ضد الإرهابيين (من الدولة الإسلامية) في سوريا باستخدام المقاتلات والقاذفات وصواريخ توماهوك الهجومية». وقالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي إن الأردنوالبحرين والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة شاركت في الهجمات على تنظيم «داعش» أو دعمته. والأهداف التي هوجمت في محيط مدن الرقة ودير الزور والحسكة والبوكمال في شرق سوريا. وذكرت أن الأهداف شملت مقاتلين ومراكز تدريب ومقار قيادة ومنشآت قيادة وتحكم ومركز تمويل وشاحنات ومركبات مدرعة. وأضافت في بيان أن الجيش الأمريكي نفذ وحده ضربات جوية في منطقة أخرى من سوريا ضد جبهة النصرة التابعة للقاعدة لتعطيل «هجوم وشيك» على مصالح أمريكية وغربية من جانب «مقاتلين متمرسين من تنظيم القاعدة» وجدوا ملاذاً آمناً في سوريا. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الإثنين أن الجيش الأمريكي و «شركاء» شنوا للمرة الأولى غارات على مواقع لتنظيم «داعش» في سوريا بواسطة مقاتلات وقاذفات وطائرات دون طيار وتم إطلاق 47 صاروخ توماهوك من سفن أمريكية موجودة في البحر الأحمر ومنطقة الخليج. وقال إن الولاياتالمتحدة تلقت دعماً في ضرباتها ضد التنظيم من حلفائها العرب، البحرينوالأردن والسعودية وقطر والإمارات. وجاء في البيان أن «الضربات دمرت أو ألحقت أضراراً بعدة أهداف للدولة الإسلامية بما فيها مقاتلون ومجموعات تدريب ومقار ومنشآت قيادة ومخازن ومركز تمويل وشاحنات إمدادات وآليات عسكرية». كما نفذت القوات الأمريكية ضربات ضد مجموعة متطرفة أخرى موجودة في حلب (شمال) هي مجموعة خرسان، التي تضم عناصر سابقين من القاعدة. وعزا البيان سبب الضربة «لإحباط الهجوم الوشيك ضد الولاياتالمتحدة ومصالح غربية، الذي كانت تخطط له» المجموعة. وذكر سكان من داخل مدينة الرقة ل «الشرق» أن تنظيم داعش أفرغ كل مقراته العسكرية من المقاتلين والأسلحة، وأكد ساكن من المدينة أن عشرات من قادة داعش غادروا إلى العراق قبل أيام، وأكد ساكن آخر أن لا خسائر بين صفوف المدنيين في الضربات، التي حصلت أمس على مواقع التنظيم في محافظة الرقة ودير الزور. وأشار إلى أن طائرة استطلاع يعتقد أنها أمريكية اصطدمت ببرج للاتصالات وتحطمت، وأن عناصر «داعش» جمعوا حطامها على الفور. وأوضح الساكن أن المدينة شهدت حركة نزوح تقدر بالمئات باتجاه الريف، وأغلقت المحال التجارية، والشوارع خلت من المارة . وأشار إلى أن طيران التحالف شن عشرين غارة جوية على عدة أماكن في مدينة الرقة وريفها، منها سبع غارات استهدفت مبنى المحافظة وسط مدينة الرقة وحاجز الفروسية، وحاجز المقص جنوبي الرقة ومعسكر الطلائع، ومبنى أمن الدولة سابقاً، فيما شن الطيران سبع غارات على مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي استهدفت مطار الطبقة العسكري ومحيطه من الجهة الشرقية، ومنطقة التركيبات بالقرب من سد الفرات في الحي الأول، كما استهدف الطيران بثلاث غارات على اللواء 93 ومحيطه، وحصلت ثلاث غارات على بلدة معدان استهدفت مواقع «داعش» في المدينة. وأكد الساكن أن أكثر من عشرين عنصراً من «داعش» قتلوا في مدينة البوكمال على الحدود مع العراق. وذكر ناشطون أن الطيران شن عدة غارات على مواقع لجبهة النصرة شمال إدلب وحلب، وأنه أوقع حوالي خمسين قتيلاً من النصرة.