قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إن من المتعذر معرفة الوقت الذي ستستغرقه العمليات التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية والعراق. وأضاف أوباما في رسالة إلى الكونغرس عقب بدء الضربات الجوية: «من المتعذر معرفة مدة هذه العمليات وإعادة الانتشار. سأواصل إدارة مثل هذه الإجراءات الإضافية وفق الضرورة لحماية وتأمين المواطنين الأميركيين ومصالحنا في مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية»، وفق ما أوردت وكالة «رويترز». وصدر موقف أوباما وسط جدل في شأن ما إذا كانت إدارته قد أبلغت حكومة دمشق بموعد بدء الغارات على مواقع «الدولة الإسلامية» في سورية. إذ أكدت الخارجية السورية ذلك، لكن واشنطن نفته. فقد أكدت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جان بساكي أن واشنطن «لم تبلغ النظام السوري على المستوى العسكري عن تنفيذ الضربات». وقالت في بيان إن «الرئيس (أوباما) أوضح في خطاب للشعب الأميركي في 10 أيلول (سبتمبر) أن الولاياتالمتحدة لن تتردد في ضرب داعش والإرهابيين داخل سورية ... ومنذ ذلك الخطاب أبلغنا النظام السوري مباشرة بنيتنا للتحرك وعبر سفيرتنا في الأممالمتحدة سامنتا باور التي أبلغت ممثل سورية في المنظمة». غير أن الخارجية الأميركية شدّدت على أن واشنطن «حذّرت سورية بألا تقف في طريق الطائرات الأميركية ولم نطلب إذناً من النظام ولم ننسّق التحرك مع الحكومة السورية». وأضافت بساكي «لم نعط إبلاغاً مسبقاً للسوريين على المستوى العسكري ولم نعطِ أي تلميح حول التوقيت والأهداف، والوزير كيري لم يرسل أي رسالة للنظام السوري». وفي دمشق، أكد الرئيس بشار الأسد أمس خلال استقباله مبعوث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومستشار الأمن الوطني في العراق فالح فياض أن بلاده «مع أي جهد دولي يصب فى مكافحة الإرهاب وأن نجاح هذه الجهود لا يرتبط فقط بالعمل العسكري على أهميته بل أيضاً بالتزام الدول القرارات الدولية ذات الصلة». وصدر موقف الأسد بعدما أعلنت حكومته أنها «تبلغت» من الأميركيين نيتهم بدء الضربة لتنظيم «الدولة الإسلامية» قبل بدء الهجوم «بساعات». وكان لافتاً أن حكومة الأسد تجاهلت تحذيراتها السابقة من أنها ستعتبر أي ضربة أميركية من دون التشاور معها مسّاً بسيادتها، ولوّحت بأنها يمكن أن تتصدى للطائرات المغيرة، وهو ما ردت عليه إدارة أوباما بتحذير صارم مفاده بأن أي محاولة لعرقلة مهمة الطيران الأميركي سيؤدي إلى تدمير كامل للدفاعات الجوية السورية وإسقاط حكم الأسد. وصدر الموقف الرسمي السوري عبر بيان لوزارة الخارجية جاء فيه: «بعد تأكيد سورية مراراً وفي مناسبات عدة استعدادها للتعاون في مكافحة الإرهاب في إطار الاحترام الكامل لسيادتها الوطنية، وبعد أن وقفت مع سورية دول عدة تؤكد ضرورة احترام ميثاق الأممالمتحدة الذي يشدد على احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، تم بالأمس إبلاغ مندوب سورية الدائم لدى الأممالمتحدة (بشار الجعفري) بأن الولاياتالمتحدة وبعض حلفائها ستقوم باستهداف تنظيم «داعش» الإرهابي في مناطق تواجده في سورية وذلك قبل بدء الغارات بساعات». وأضافت الوزارة في البيان الذي أوردته وكالة الأنباء الرسمية «سانا»: «بعد ذلك، وبالأمس أيضاً، تلقى وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم رسالة من نظيره الأميركي جون كيري عبر وزير خارجية العراق يبلغه فيها أن: أميركا ستستهدف قواعد تنظيم «داعش» الإرهابي وبعضها موجود في سورية». وتابعت الوزارة أن سورية «إذ تؤكد أنها كانت وما زالت تحارب هذا التنظيم في الرقة ودير الزور وغيرهما من المناطق، فإنها لم ولن تتوقف عن محاربته وذلك بالتعاون مع الدول المتضررة منه بشكل مباشر وعلى رأسها العراق الشقيق، وتشدد في هذا الإطار على أن التنسيق بين البلدين مستمر وعلى أعلى المستويات لضرب الإرهاب كون البلدين في خندق واحد في مواجهة هذا التنظيم تنفيذاً للقرار الدولي 2170 والذي صدر بالإجماع من مجلس الأمن». واختتمت الوزارة بالقول إن سورية «إذ تعلن مرة أخرى أنها مع أي جهد دولي يصب في محاربة ومكافحة الإرهاب مهما كانت مسمياته من داعش وجبهة النصرة وغيرهما، تشدد (على) أن ذلك يجب أن يتم مع الحفاظ الكامل على حياة المدنيين الأبرياء وتحت السيادة الوطنية ووفقاً للمواثيق الدولية».