يلقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كلمة بلاده اليوم أمام الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما أعلنت القاهرة أنها وافقت على طلب تركي لعقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة. وحذر مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة عمرو أبوالعطا من أن انسحاب أي وفد أثناء كلمة السيسي «سيتم الرد عليه بكل قوة»، بعدما نشرت مواقع قريبة من «الإخوان المسلمين» أن «جهوداً تبذل لحض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الانسحاب خلال إلقاء السيسي كلمته». لكن وزير الخارجية المصري سامح شكري أكد «عدم قلق مصر من انسحاب رؤساء أو من التظاهرات» التي ينظمها مؤيدون ل «الإخوان» في نيويورك. وأعلن الناطق باسم الخارجية بدر عبدالعاطي أن لقاء سيجمع شكري ونظيره التركي مولود جاويش على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال في تصريحات لقناة فضائية مصرية مساء أول من أمس إن تركيا «طلبت عقد اجتماع ثنائي مع الجانب المصري على هامش اجتماعات الدورة العادية للجمعية العامة، ووافقت مصر على عقد الاجتماع، إذ لا توجد عداوة أو مشكلات مع الشعب التركي». وأوضح أن اللقاء «سيراجع مسار العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا وستكون هناك أيضاً قضايا إقليمية مطروحة للنقاش... اللقاء استكشافي وسيتناول جميع القضايا ويناقشها». وكانت علاقات البلدين تدهورت في شدة عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. واعتبرت القاهرة السفير التركي شخصاً غير مرغوب فيه وخفضت مستوى العلاقات إلى مستوى القائم بالأعمال. وتحتج القاهرة على لغة الخطاب التركي الرسمية تجاه مصر وإصرار أنقرة على اعتبار عزل مرسي انقلاباً عسكرياً. كما استنكرت استضافة تركيا قيادات في «الإخوان» بعضها مطلوب وكذلك السماح بفعاليات ضد القاهرة تحت مسمى «ملتقي رابعة». لكن القاهرة دعت أنقرة والدوحة إلى مؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر في 12 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وأوضح الناطق باسم الرئاسة علاء يوسف أن «السيسي التقى حكماء الولاياتالمتحدة والشخصيات البارزة في تاريخها السياسي مثل وزراء الخارجية السابقين هنري كسينغر ومادلين أولبرايت وهيلاري كلينتون، ومستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق برنت سكروفت، والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون». وأكد أن «الهدف من اللقاءات عرض الرؤية المصرية لتطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط وعلى المستوى المحلي، وشرح وجهة النظر إزاء التطورات التي شهدتها مصر على مدى السنوات الثلاث الماضية، والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط». وكشف أن بيل كلينتون وهيلاري كلينتون «استمعا إلى رؤى السيسي وأبديا تفهماً تاماً لكل الآراء والأفكار التي طرحها، وتحديداً في ما يتعلق بمواجهة الأفكار والتنظيمات الإرهابية المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط، واتفقا مع الرئيس على أن المواجهة لا يجب أن تقتصر على البعد الأمني والعسكري فقط، لكن يجب أن تشمل الأبعاد التنموية والجوانب الاقتصادية والاجتماعية». وأعلن أن السيسي سيلتقي نظيره الأميركي باراك أوباما غداً «بناء على طلب واشنطن»، مشيراً إلى أن «اللقاء يأتي في إطار العلاقات الاستراتيجية المهمة الممتدة بين مصر والولاياتالمتحدة على مدى ثلاثين عاماً، وتسمح بوجود بعض نقاط الاختلاف، ويتم العمل على تسويتها ورأب الصدع فيها»، مشدداً على أن «العلاقات الاستراتيجية لا يمكن اختزالها في عدد من نقاط الاختلاف، لكن على العكس نحن نعمل على تسويتها وتوطيد العلاقات بين البلدين». ونفى أن تكون على أجندة السيسي لقاءات مع أمير قطر أو رئيس تركيا. وكان السيسي تحدث أمس أمام قمة المناخ نيابة عن المجموعة العربية. وأشار إلى أن «المنطقة العربية الواقعة في إطار المناطق الجافة والقاحلة من أكثر المناطق عرضة لتأثيرات تغيير المناخ، بما لها من آثار سلبية على التنمية وبما يتطلب تحركاً وتضامناً دولياً أساسه من مبدأ الإنصاف والمسؤولية». وشدد على «المسؤولية المشتركة مع تباين القدرات المتفاوتة والالتزام بالمسؤولية التاريخية وحق الدول العربية في تحقيق التنمية»، لافتاً إلى «ضرورة التوجه إلى الطاقة المتجددة حتى نخرج من أزمة الطاقة التي تواجهها دولنا في المنطقة».