يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم (الأحد) زيارة إلى نيويورك، يترأس خلالها وفد بلاده المشارك في أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن المقرر أن يلقي السيسي بعد غد (الثلثاء) كلمته أمام قمة المناخ نيابة عن المجموعة العربية في الجلسة الصباحية للقمة، يعبر خلالها عن مطالب الدول النامية في طلب مساندة الدول الصناعية الكبرى للدول النامية بتقديم الدعم الفني والمادي لتطوير قدراتها الصناعية والتنموية باعتبارها تتحمل المسؤولية الأكبر عن ارتفاع معدلات التلوث التي تسببت في تفاقم ظاهرة التغيرات المناخية التي يواجهها كوكب الأرض. ويتوقع أن يلقي السيسي الخميس المقبل كلمة مصر أمام اجتماعات الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة في الجلسة الصباحية، حيث يستعرض تجربة الشعب المصري لإقامة دولته المدنية الحديثة، موضحاً ما حققته مصر منذ الثلاثين من حزيران (يونيو) 2013، تاريخ عزل الرئيس السابق محمد مرسي وتولي السيسي لاحقاً الرئاسة، حتى الآن من خطوات حقيقية وفاعلة نحو الديموقراطية المنشودة والدولة الحديثة، ومنها إقرار الدستور الجديد وإجراء الانتخابات الرئاسية بمتابعة دولية. ويرجح ان تحتل محاربة ظاهرة الإرهاب والتطرف جانباً مهماً من كلمة الرئيس السيسي حيث سيشدد على ضرورة عدم اختزال المواجهة على تنظيم بعينه أو منطقة محدودة في العالم. ومن المرتقب أن يلتقي السيسي في نيويورك عدداً من زعماء العالم ورؤساء الوفود المشاركة، في وقت أصدرت الجالية المصرية في نيويورك بياناً رداً على ما وصفته ب»المخطط الخبيث» لإفساد فرحة المصريين بزيارة السيسي، دعت فيه المصريين في نيويورك إلى إظهار الترحيب بالرئيس المصري وإظهار دعمهم له خلال إلقاء كلمة مصر وعدم ترك الساحة خالية تماماً ل»الإخوان» وحلفائهم. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي شارك أول من أمس في اجتماع مجلس الأمن الذي خصص لبحث الأزمة في العراق، أجرى عدداً من اللقاءات الثنائية مع نظرائه في أستراليا، وإيطاليا، إضافة إلى وكيل سكرتير عام الأممالمتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، ووكيل سكرتير عام الأممالمتحدة ومدير معهد السلام الدولي تيري لارسن حيث تشاور معهما حول عدد من القضايا في الشرق الأوسط وعلى رأسها تطورت القضية الفلسطينية والأوضاع في سورية والعراق وليبيا، فضلاً عن سبل مكافحة ظاهرة الإرهاب. وكان شكري التقى في واشنطن المستشارة الأميركية للأمن القومي سوزان رايس وعدداً من المسؤولين في الإدارة، استمراراً للتنسيق والتشاور المشترك بين مصر والولايات المتحدة. وركزت المباحثات بين شكري ورايس، وفقاً لبيان الخارجية المصرية، على مسار العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، فضلاً عن الأوضاع في قطاع غزة وتطورات القضية الفلسطينية. وعرض شكري الجهود المصرية الخاصة باستئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية، كما استعرض الرؤية المصرية للأوضاع في ليبيا والمبادرة المصرية التي تبنتها دول الجوار الجغرافي لليبيا لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا ونتائج مؤتمر مدريد في هذا الشأن. كما بحث شكري ورايس في الأزمة السورية وأهمية الحل السياسي لها بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويحافظ على وحدة الدولة السورية، إضافة الى الأوضاع في العراق وأهمية دعم توجهات حكومة حيدر العبادي لتحقيق تكاتف كل القوى العراقية في مواجهة التنظيمات الإرهابية ومخططات تقسيم الدولة، وبحثا في نتائج اجتماعي جدة وباريس في هذا الشأن. كما تناول لقاء شكري ورايس ظاهرة الإرهاب وأهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لمواجهتها والقضاء على خطورة التنظيمات الإرهابية المنتشرة في المنطقة، وأكد الوزير شكري أهمية وجود رؤية شاملة للتعامل مع هذا الخطر بما يضمن نجاح جهود مكافحته.