أعلن القيمون على «فيسبوك» إطلاق محرك للبحث لا يتوقع أن ينافس على الفور عملاق الانترنت «غوغل» لأنه سيقتصر على المحتويات المنشورة على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وشرح مؤسس «فيسبوك» ومديرها العام مارك زاكربرغ خلال حفل في مقر المجموعة في مدينة مينلو بارك في كاليفورنيا (غرب الولاياتالمتحدة): «نعتبر فيسبوك قاعدة ضخمة من البيانات الاجتماعية»، مضيفا:ً «وكما هي الحال في أي قاعدة بيانات، يفترض بنا أن نتمكن من اجراء ابحاث داخلها». وستقتصر الوظيفة الجديدة المسماة «غراف سيرتش» على البحث في محتويات شبكة التواصل الاجتماعي، وليس في شبكة الانترنت، خلافا لمحركات البحث التقليدية مثل «غوغل». وستسمح للمستخدمين مثلا بالعثور على الموسيقى أو الافلام التي يحبها «أصدقاؤهم». وقال زاكربرغ: «لا اعتقد أن الكثيرين سيدخلون «فيسبوك بهدف البحث على الانترنت، لكنه محرك بحث جيد جدا». وأكد القيمون على «فيسبوك» الذين غالبا ما يتهمون بعدم حماية بيانات المستخدمين الشخصية بما يكفي أن الوظيفة الجديدة ستحترم معايير السرية التي يعتمدونها. وأقر زاكربرغ أن هذه هي الصعوبة الكبرى، لكنه شرح أن المستخدم الذي يقوم بالبحث على هذا المحرك لن يرى سوى المحتويات التي وافق صاحبها على مشاطرته اياها. واضاف: «عندما ينشر المستخدمون شيئا على «فيسبوك»، نريد أن نمنحهم امكانية تغيير معايير السرية لاحقا في حال قرروا سحب ما نشروه سابقا. وهذا الامر يتطلب عملية تحديث سريعة للغاية». وأوضح أن هذا العامل بالذات لعب دوراً مهماً في اختيار «بينغ» كشريك ل«فيسبوك» بدلاً من «غوغل». وقد أطلقت وظيفة البحث الجديدة الثلثاء بنسخة تجريبية محدودة ستكون في البداية باللغة الانكليزية وحدها ولن تنشر سوى قسم من محتويات موقع «فيسبوك» الالكتروني. واعتبر زاكربرغ أنه من «الصعب» تقدير الوقت اللازم لكي تصبح هذه الوظيفة متوافرة على الاجهزة المحمولة. وقال المحلل جيف كاغان المتخصص في قطاع التكنولوجيا: «يبدو للوهلة الاولى أن وظيفة البحث الخاصة ب فيسبوك لن تلحق الضرر ب«غوغل بقدر ما كان متوقعاً»، لكنها أشبه ب «تحذير» توجهه «فيسبوك» إلى عملاق الانترنت. وقال المحلل نايت ايليوت التابع لشركة الأبحاث «فورستر» إن هذه المبادرة قد تعيد الحماس إلى أعضاء «فيسبوك» التي تعتبر تراجع نشاط مستخدميها على الشبكة «كابوسها الأسوأ». وتواجه «فيسبوك» حالياً تحدياً يتمثل بالاستفادة مادياً من قاعدتها الضخمة المؤلفة من مليار مستخدم، خصوصاً عندما يتصل هؤلاء بموقعها الالكتروني بواسطة جهاز محمول.