بلغت حلقات المسلسل السوري «ثورة ضوء» الذي يبث عبر موقع «يوتيوب» 11 حلقة، كتبها ومثلها التوأمان محمد وأحمد ملص، الممثلان المعروفان بمواقفهما المناوئة للنظام السوري. وهو عمل يحاكي السلسلة التلفزيونية السورية المعروفة «بقعة ضوء» التي تبث منذ سنوات كعمل يُنظر إليه على أنه انتقادي جريء في ملامسة خطوط لم تعتد الدراما السورية تخطيها. لا تتعدى الحلقة الواحدة من «ثورة ضوء» الدقائق، وهي تستلهم يوميات الاحتجاجات السورية. ومن أبرز هذه الحلقات واحدة حملت عنوان «ما فيش كوميديا خالص»، وفيها يتحاور الممثلان حول غياب الكوميديين التقليديين إثر قدوم «الربيع العربي»، فهو إذاً خريف لهؤلاء. لكن البحث لا يقود الممثلين سوى إلى خطابات الرئيس السوري بشار الأسد التي يعتبرانها مادة كبيرة للكوميديا وضالتهما المنشودة. وفي حلقة أخرى بعنوان «وصلوا»، يضع المسلسل المشاهدين في أجواء من الترقب والفضول لهؤلاء الذين ينتظرهم الممثل ببالغ الشوق، ليتبين في الختام أن المقصود هو كمية من ربطات الخبز التي يعز وجودها في سورية بسبب قصف القوات النظامية للمخابز الآلية. أما حلقة «وبعدين»، فتتحدث عن حنين السوريين إلى مفرداتهم البسيطة، ومشاويرهم، وأمكنتهم الأليفة. ويتحدث الممثلان عن تلك الأشياء كما لو أنهما في وطنهما، لنرى في آخر الحلقة أنهما في بلد آخر، يتصرفان وكأنهما غائبان عن الوعي. وتحاكي حلقة «مسلسل تركي» المسلسلات التركية المدبلجة إلى العامية السورية، حيث لميس البنت المعشوقة تتحول في النسخة السورية إلى ضحية فروع الأمن، تقاد من فرع إلى آخر، ومن سجن إلى آخر. وتروي الحلقة كيف أن مجرد كسر إصبع للميس سيقيم الدنيا ولا يقعدها، خصوصاً تركيا. وهنا يفكر الممثل في الانضمام إلى «وادي الذئاب» (وهو مسلسل تركي مدبلج)، بدلاً من الانضمام إلى «الجيش السوري الحر»، كما يقول في ختام الحلقة. «البارحة، اليوم، وغداً» حلقة تحاول تلخيص أحوال السوريين قبيل الثورة وأثناءها وبعدها، من أشخاص يستقوي بعضهم على بعضهم الآخر بمن يعرف من الجنرالات صغيرهم وكبيرهم، وكيف أنهم أثناء الثورة باتوا يفاخرون بأماكن عيشهم حيث تخرج التظاهرات. ورداً على سؤال حول سبب الاختيار لعنوان «ثورة ضوء»، الذي يذكر بعنوان المسلسل الكوميدي المعروف «بقعة ضوء»، قال الأخوان ملص: «هو مراهنة على تحويل حزن الشعب على فقدان هذه السلسلة واعتبارها سلسلة موالية (للنظام)، إلى ابتسامة». وعلى رغم أن مسلسل «بقعة ضوء» رفع سقف الانتقاد للسلطات وأجهزة الأمن في سورية، فإنه لاقى انتقادات بسبب قرب بعض ممثليه من شخصيات أساسية في النظام السوري، واعتبار أن هذا المسلسل يأتي تلبية لرغبة النظام في وجود برنامج انتقادي، واستخدامه أحياناً لانتقاد شخصيات سورية تحولت إلى المعارضة قبل اندلاع الاحتجاجات، علماً أن عدداً من كتابه معروفون بمواقفهم المعارضة وتعرّض بعضهم للتوقيف. وقال الفنانان في فرنسا، حيث يصوّران مسلسلهما: «كلمات مقدمة العمل هي من تأليفنا، والموسيقى هي لمقدمة مسلسل «باب الحارة»، وبالتالي نحاول أن نحوّل ذكريات المتظاهرين إلى لحظات تقف معهم، لا ضدهم». وأضافا: «منذ اخترنا أن نكون ممثلين في «مسرح الغرفة»، كنا نقول وبشكل صريح إن الجرأة لغتنا». ويعتبر الأخوان ملص أن عملهما جزء من معركة مستمرة ضد النظام، ولذلك فإن بداية كل حلقة من المسلسل ترافقها عبارة «المعركة مستمرة، والفن سلاحنا».