مع كل موسم درامي يطل نجم الكوميديا السوري أيمن رضا بشخصيات تترك اثراً كبيراً عند الجمهور، علماً ان أدواره لا تقتصر على الكوميديا، فلطالما أجاد في تقديم الشخصيات التراجيدية، وآخرها كانت مشاركته المميزة في مسلسل «أسعد الوراق» في الموسم الماضي. «الحياة» التقت رضا للحديث عن تحضيراته للموسم المقبل، ورأيه في الجدل الذي طاول مسلسليه الكوميديين «بقعة ضوء» و«أبو جانتي». في البداية أكّد رضا أنه سيشارك في مسلسل «محمود درويش» للمخرج نجدة أنزور كضيف شرف، وسيشارك أيضاً في مسلسل «ولادة من الخاصرة» مع المخرجة رشا شربتجي، في حين مازال يتأنى بخصوص المشاريع الأخرى المعروضة عليه نتيجة التزامه ببطولة المسلسل الكوميدي العربي «صايعين ضايعين» مع عبد المنعم عمايري وحسن حسني. وعن الجزء الثاني من مسلسل «أبو جانتي» المزمع إنتاجه يقول: «نحن بانتظار السيناريو حتى يكتمل، فإذا كان تواجدي مهماً في الجزء الثاني كما في الأول، وإذا كان هناك اعتناء بالشخصيات الاخرى وليس الاكتفاء بشخصية «أبو جانتي»، ستكون مشاركتي أكيدة فيه، علماً ان الكلام ما زال سابقاً لأوانه». وعن شخصية «أبو ليلى» التي قدمها في مسلسل «أبو جانتي»، يقول: «مع شخصية «أبو ليلى» صنعت شيئاً من لا شيء، بدليل ردود الفعل التي تلقيتها من الجمهور في الشارع. فهذه الشخصية صناعة أيمن رضا من البابوج الى الطربوش. إذ لم ألتزم بالنص، وكان كل شيء من اختراعي، واستطعت أن أقدم الفرجة والمتعة للمشاهد. وعملت على التفاصيل في كل جملة أقولها، ومنها مثلاً «شو هي هيك» التي كانت كناية عن قولي ماذا يحصل من حولنا، و»مين سمير» التي ترمز الى شخص ضائع لم نتعرف اليه، من الممكن أن يكون النظام أو المرور أو الأخلاق. باختصار شخصية «أبو ليلى» تنتقد كل الحال الاجتماعية انطلاقاً من بوهيمية الشخصية في ظروفها الاجتماعية». وينتقد رضا الحملة الموجهة ضده والتي تحمّله مسؤولية فشل الجزء السابع من «بقعة ضوء» وتتهمه بالتملص من المسؤولية كمشرف على العمل ويقول: «أنا لم أتملص من العمل، واعتبرها انتقادات مدسوسة، فكل اللوحات التي قدمتها لم تنفذ، واللوحات ال93 التي اخترتها لم تنفذ أيضاً. فكيف أكون مشرفاً على العمل؟ ثم ان المشكلة الأكبر تكمن في أن الصحافيين ليس لديهم علم بذلك، علماً أن التصوير استمر لثلاثة أشهر ونصف، وهذا أمر غير مقبول». وعن سبب تخليه عن مشروعه في «بقعة ضوء» بعدما كان أحد المؤسسين في بداية الألفية الجديدة، يقول: «لا شك في أن «بقعة ضوء» مشروعي، ولكن عندما تقول الشركة المنتجة أنني مشرف على العمل، وتسلبني صلاحيات الإشراف عند التنفيذ، لا يبقى مشروعي ويصبح مشروع الشركة. ففي السنتين الأولتين قدمت - مع باسم ياخور- وجهة نظري، ولكن في السنوات الباقية كانت شركة «سورية الدولية» تقدم وجهة نظرها، عبر انتقائها للمخرجين واللوحات من دون تدخلنا أنا أو باسم. وبكل صراحة المسؤول عن فشل «بقعة ضوء» هي «سورية الدولية» لأنها المنتجة، وهي من تختار من يعمل. فعند بداية الجزء الأخير ألغي دوري كمشرف، وكل ممثل مشارك في العمل يعلم ذلك، وحذرت الشركة بأن المخرج ينفذ لوحات غير التي انتقيتها، لكن الشركة لم تتخذ أي إجراء، وتركت العمل لحين عرضه، وفي حال الفشل تلقي اللوم على أيمن رضا كما حدث لاحقاً». ويعتبر ان إلغاء دوره كمشرف على العمل سببه ان الشركة لا تريده أن يقول ما يريد قوله عبر لوحات العمل. ويضيف: «كانوا الرقابة الأولية على العمل، ف»سورية الدولية» لها علاقات مع كل الشركات السورية الخاصة والدوائر الرسمية العامة من خلال صاحبها محمد حمشو، فلذلك - وأقولها للمرة الأولى- كل ما يقدمه أيمن رضا يتعارض مع مصالح صاحب الشركة الشخصية». وعن جوائز «أدونيا» الأخيرة ورأيه في غياب الممثلين الكوميديين عن الترشيحات يقول: «عدم حضور عدد كبير من الفنانين السوريين حفلة توزيع الجوائز دليل عدم رضا عنها. وأشك في أن اللجان (التي تقدم لها أكثر من ثلاثين عملاً) استطاعت مشاهدة كل الأعمال، وعندما تكون الجائزة الدرامية الوحيدة في سورية - ويشكر القائمون عليها لمبادرتهم - وتدعم إعلامياً، يصبح الأمر أشبه بصناعة نجم، ولكن يبقى ذلك خارج سياق الجمهور، فدائماً رأي الجمهور غير منظور، ومن هنا أدخل على موضوع الكوميديا، فغياب الجوائز عن الممثلين الكوميديين يعني أن الكوميديا ينظر لها كدرجة ثانية أو ثالثة. فالإعلام والصحافة والدولة تنظر الى الكوميديا كدرجة ثانية، بينما في نظر الجمهور هي درجة أولى، ما يعني ان هناك شرخاً بين الشعب من جهة والدولة والصحافة من جهة أخرى، وهذه قضية كبيرة بحاجة لترميم».