بدأت محكمة يمنية متخصصة في قضايا الإرهاب أولى جلساتها أمس لمحاكمة 10 أشخاص ينتمون إلى تنظيم «القاعدة» متهمين بتدبير وتنفيذ الهجوم الانتحاري الذي أدى إلى مقتل 86 جندياً من قوات الأمن المركزي وجرح نحو 200 آخرين في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء أثناء تدريب لعرض عسكري في 21 أيار (مايو) من العام الماضي. وكان بدء المحاكمة مقرراً السبت الماضي لكن الجلسة تأجلت بسبب عدم إحضار جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) المتهمين إلى قاعة المحكمة. وعرف لاحقاً أن الجهاز أوقف النقل في اللحظة الأخيرة خشية قيام جنود الأمن المركزي الذي سيرافقونهم بالانتقام منهم لزملائهم الضحايا، وتم أمس الاستعانة بقوات من الشرطة العسكرية لمواكبة المتهمين وحمايتهم خلال المحاكمة التي عقدت وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة. وفي مستهل الجلسة تلا رئيس المحكمة القاضي هلال محفل لائحة الاتهام المقدمة من النيابة الجزائية المتخصصة بحق المتهمين العشرة، وهم نواف محمود الحمادي وناصر حزام القليسي وهشام الشرعبي وسمير خالد وبلال أحمد العبسي وعبدالجليل المطري وعبد الإله العبسي وعصام خيران وشهاب السقاف وعبدالرحمن الفقيه. وتضمنت اللائحة تهم تشكيل عصابة مسلحة ومهاجمة المعسكرات والقيادات الأمنية والعسكرية نتج منها استشهاد 86 جندياً وجرح 171 من الضباط والجنود، وذلك باستخدام الأحزمة الناسفة ومسدسات مزودة كواتم للصوت، وتنفيذ عملية ميدان السبعين يوم 21 أيار (مايو) 2012. وفي حين طالب ممثل النيابة العامة بإنزال أقصى عقوبة (الإعدام) بالمتهمين العشرة الحاضرين الذين شكلوا خلية واحدة تعرف ب «خلية سعوان» في إشارة إلى المنطقة التي يقطنونها في صنعاء، أنكر المتهمون (الأول وحتى السابع) كل التهم المنسوبة إليهم، وقالوا رداً على سؤال رئيس المحكمة إن اعترافاتهم التي استندت إليها النيابة أخذت تحت الضغط والإكراه. ورفعت المحكمة الجلسة إلى الاثنين المقبل. إلى ذلك، علمت «الحياة» من مصادر أمنية مطلعة في صنعاء أمس أن وحدة خاصة من «قوات مكافحة الإرهاب» دهمت فجر أمس منزلاً في حي جدر شمال صنعاء، كان تحت مراقبة الأجهزة الأمنية، واعتقلت شخصين يعتقد أنهما من «القاعدة» ويشاركان في خلية متورطة في اعتداءات إرهابية في صنعاء ومناطق أخرى، بالإضافة إلى التخطيط للشروع في تنفيذ اعتداءات جديدة. وقالت المصادر إن القوة عثرت في المنزل على كميات ضخمة من المتفجرات والمواد التي تستخدم في العمليات الانتحارية، وصادرت عدداً من الأحزمة الناسفة الجاهزة للاستخدام. وأشارت إلى أن البحث جار عن بقية أعضاء الخلية.