شاهدة على التغيرات التي طرأت على المجتمع، ظلت شامخة وحاضرة منذ قرون، تحتل مكانة كبيرة خصوصاً في نفوس أبنائها، وأبناء هذا الوطن عامة، إذ كانت العلامة البارزة في انطلاق الدول السعودية والحاضنة الأم لها، والتجديد انطلق منها، فاجتمع فيها الإرث التاريخي والدعوي، لذا بقيت الدرعية العاصمة التاريخية للسعودية، خالدة بمعالمها وتراثها في ذاكرة الأجيال، خصوصاً في ظل الاهتمام المتنامي بها، إذ إن كل شبر فيها يحكي قصة إنجاز. المواطن بيشان البيشان كان شاهداً على عدد من المتغيرات التي حدثت في الدرعية طوال ما يزيد على نصف قرن من الزمن يحكي خلالها عن بساطة الحياة والسمر واللهو الذي لا يتجاوز حدود العاشرة مساء في بداية الستينات من القرن الماضي، وبين المدينة الصاخبة المتطورة في القرن الجديد، يسجل التغيرات بعين المتابع والمحب مستحضراً افتتاح مركز التنمية الاجتماعية ونادي الدرعية الرياضي وكيف اتجه الشباب آنذاك إلى هذين المكانين لمزاولة العديد من الأنشطة خصوصاً الرياضية، من دون أن يُغفل بساطة الحياة آنذاك وبيوت الطين والسمر على أطراف وادي حنيفة. ويضيف البيشان أن التعليم في الدرعية كان من أوائل اهتمامات الدولة، مؤكداً أن بداياته اقتصرت على تعليم القرآن والعلوم الدينية على أيدي العديد من المشايخ والأئمة، ثم افتتاح أول مدرسة في الستينات في حي الظويهرة، حتى افتتاح أول متوسطة في الدرعية في ثمانينات القرن الماضي. ولسكان الدرعية مع التراث علاقة وطيدة يقول عنها البيشان إن معالم الدرعية التراثية جزء من حياتهم لا تبرح ذاكرتهم، مسجلين فيها كل لحظة تطوير أو تعديل تمر على هذه المعالم على مدى العقود الماضية، مستشهداً بقصر الأمير محمد بن سعود، ومسجد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وقصري سلوى وطريف، معتبراً أن المحافظة على هذه المواقع مطلباً مهماً بالنسبة لهم مع امتنانهم لكل الرعاية والاهتمام التي تلقاها هذه المعالم من خلال العناية بها وإعادة ترميمها والمحافظة على تماسكها. يذكر أنه في آب أغسطس 2011 وخلال المؤتمر الدولي السنوي للجنة التراث العالمي لمنظمة «يونيسكو» الذي استضافته العاصمة البرازيلية، أدرجت محافظة الدرعية السعودية وتحديداً حي الطريف التاريخي في لائحة التراث العالمي. وفي سياق آخر، تعمل الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض والهيئة العامة للسياحة والآثار على تطوير منطقة الدرعية التاريخية، بهدف الحفاظ على التراث والتعريف بجزء من تاريخ المملكة، إذ سيتم إيجاد العديد من المتاحف والمراكز المتخصصة في الشأن التراثي خدمة للمواطنين، ومن أجل الحفاظ على تراث الوطن وتقاليده وعاداته، وتتضمن المشاريع ثلاث مجموعات من المشاريع التطويرية، تشمل مشاريع تطوير حي «الطريف»، ومشاريع تطوير حي «البجيري»، ومشاريع الطرق ومواقف السيارات وشبكات المرافق العامة ستشمل عدداً من الخدمات، منها إنشاء مركز لتوثيق تاريخ الدرعية ومركز للفن المعاصر، وآخر للتراث العمراني الوطني، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من هذه المشاريع خلال العام الحالي.