كشف رئيس الحكومة الاسرائيلي السابق، ايهود اولمرت، ان بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه، ايهود بارك، صرفا اكثر من ثلاثة مليارات دولار ضمن حملة الاستعداد لشن هجوم على ايران، لم ينفذ، وباعتقاد اولمرت انه لن ينفذ. وفي تناولها لتصريحات اولمرت اشارت صحيفة "هارتس" الى ان نتانياهو على قناعة بان ما صرف من ميزانية للاستعداد لتوجيه ضربة على ايران كان ضروريا، لان الحملة التي روجت لضرورة توجيه الضربة، من جهة، واستعداد اسرائيل عسكريا، من جهة اخرى، جعل العالم يخشى من توجيه هذه الضربة وقام بتشديد العقوبات على ايران، في وقت بدات الولاياتالمتحدة تناقش فكرة توجيه الضربة من اجل القضاء على المنشات النووية الايرانية. وصرفت هذه الاموال على التدريبات العسكرية وبناء ما اسماها الاسرائيليون "قوة هجوم جوية" مقابل إيران وقوة ردع بحرية مع 6 غواصات وجيش بري مع دبابات ومدرعات حديثة، ومنظومات لحماية الجبهة الداخلية ب"القبة الحديدية" و"العصا السحرية" فيما يجري الاستعداد، حاليا، لبناء اسطول دفاعي لحماية منصات الغاز في البحر المتوسط. وذكرت صحيفة "هارتس" ان هذا الجانب ياخذ حيزا من اهتمامات اولمرت في المعركة الانتخابية اذ انه يطرح بشكل واضح اذا يستطيع الاقتصاد الاسرائيلي أن يتحمل تكاليف الأمن التي ارتفعت في عهد حكومة نتانياهو بشكل كبير حتى وصلت الى اعلى ميزانية منذ اقامة اسرائيل، وبلغت قيمة الفجوة في الميزانية العامة الى حوالي ستة مليارات دولار. وفيما استبعد اولمرت امكانية سد هذه الفجوة من دون التقليص من ميزانية الامن، اعلن نتانياهو انه لن يمس بالميزانية العسكرية بذريعة "التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل". وحذر اسرائيليون من ابعاد ضخامة الميزانية العسكرية وما سببته من عجز مالي مؤكدين ان اسرائيل لا تستطيع تحمل اية زيادة في الميزانية الامنية لان ذلك سيؤدي الى انهيار الميزانية. وكان المدير العام السابق لوزارة المالية، ياروم ارياف، قد ذكر ان صمت الاجهزة الامنية والسياسية في اسرائيل يمنع اجراء نقاش حقيقي وضروري بكل ما يتعلق بالميزانية العسكرية وكيفية تقليصها. ودعا الى القيام بهزة شاملة في الجيش الاسرائيلي من خلال تقليص المنظومة المدرعة والاستعداد للتهديدات المستقبلي، وتنظيم ترتيبات التقاعد المكلفة في جهاز الأمن. وبحسب ارياف فان معظم السياسيين يمتنعون عن طرح هذا الموضوع للنقاش، حيث أن كتلة "الليكود بيتنا" غير معنية بالتخلص من سلاح التخويف كأداة لكسب ناخبيها، بينما تمتنع رئيسة حزب العمل، شيلي يحيموفيتش، عن أي موقف يمكن أن يفسر على أنه يساري، ويدخل في هذا الإطار ميزانية الدفاع كزهرة محمية"، على حد تعبير ارياف.