لا يوجد منتخب في كأس الخليج لعب على مرميين في آن واحد كالمنتخب السعودي، فهو لم يكتفِ بصدّ هجمات المنافسين في الملعب، بل وجد نفسه في أتون معركة أخرى خارجه، وللأسف يقودها الإخوة الأعداء أبناؤه، ولأن «من أولادكم وأموالكم عدواً لكم فاحذروهم»، فقد واجه سيلاً من الهجمات المرتدة، مرة يقودها مراسل، وأخرى يتفنن في صناعتها لاعب سابق، وثالثة يسددها معلق، وهدف تسجله عناوين الصحافة. حضورنا الإعلامي المزعج في «خليجي21» فاق الحضور الفني لمنتخبات الخليج مجتمعة، وبدا في أكثر من موقف أن اللاعبين ضاقوا ذرعاً بمطاردة الصحافيين لهم واستفزازهم بالأسئلة، وهم الذين ينادون دائماً في مقالاتهم بوجوب التركيز في الملعب، ونتيجة حتمية لذلك كادت الأمور أن تتطور وتأخذ منحى غير حضاري تصل إلى «تفقيع الوجه»، وهذا يدل على أن الضغوط على اللاعبين بلغت منتهاها، وإلا ماذا يعني أن يسخر صحافي سعودي من لاعب يؤدي مهمة وطنية، ويقول له أمام الجميع: نحن الذين أشهرناك؟ المنتخب السعودي الوحيد الذي كان له كل الوقت في البرامج الرياضية في القنوات الخليجية ولكن بألسنة سعودية، وكل يوم يتم جلد اللاعبين وتقزيمهم ثم يطالبونهم بالفوز وتقديم المستوى المشرف... مالكم كيف تحكمون؟ أين الدعم المأمول؟ بل أين الحميّة للوطن وكلٌّ يخوض فيه ويعكر صفو معسكره؟ ولِمَ تحوّل النقد إلى تصيد وتتبع للعثرات؟ قد يقول قائل، وهل اللاعبون متفرغون لسماع كل ما يقال عنهم؟ أقول لكم نعم، كل ما يقال يصل، والبركة في المراسلين الذين نسوا مهماتهم، وصاروا معول هدم داخلي كان في ما يفعلون أثر سلبي، تسلق بسببه التوتر سور المعسكر الأخضر، فصار شغل اللاعبين الرد كلامياً، وأخذ حقهم بألسنتهم... وكان حرياً بإدارة المنتخب درء الخطر قبل وقوعه ولكن. لا أحد يدّعي أنه يحب الوطن أكثر من غيره فيسمح لنفسه بالنقد والتطاول، ولا نقبل أن يلوك الإعلام الخليجي سمعة لاعب سعودي، لمجرد أن أخفق في كرة أو غاب مستواه في مباراة أو حتى خرج المنتخب من البطولة، لأن المنطق يقول إن الفريق 11 لاعباً، ولا يمكن تحميل لاعب واحد مسؤوليات فريق بأسره... فيا إعلامنا المقروء والمسموع والمرئي، كونوا أصدقاء المنتخب وليس أعداءه، وقودوا التغيير للوقوف معه، فأنتم قدوة الجماهير، ولن تقوم للمنتخب قائمة إلا بعودة التشجيع الموحد للون الوطن الأخضر وليس للاعبين فيه. [email protected] Qmonira@