بعد موسم مضن وطويل، وركض في أكثر من مسابقة وفي عز الحر، يلتحق لاعبو منتخب (كأس العرب) بمعسكر استعدادي لهذه البطولة الغريبة العجيبة في توقيتها وهدفها، وأسميهم بهذا الاسم كونهم اختيروا لأجل هذه البطولة فقط وبعدها سيسرحون وكلٌ يذهب إلى حال سبيله، وحالهم حال منتخب (ب)، فالتوقيت تكلم فيه الجميع وأسهبوا وأجمعوا على عدم مناسبته، أما الهدف فهو ليس إلا محاولة إنعاش مسابقات الاتحاد العربي لكرة القدم التي دخلت في غيبوبة التهميش والتطنيش من العرب أنفسهم، قبل أن يقضي عليها الربيع العربي ويدخلها القبر. لن نسأل لمَ ننظم ونكلف أنفسنا أعباء مالية، نحن في غنى عنها لبطولة غير معترف بها، فذلك أمر يبدو أننا غير مخولين للحديث فيه، ولكننا نتساءل لم نشارك؟ هل لمجرد أن نحصل على بطولة تغيب عنها المنتخبات القوية أو تحضر مجاملة بلاعبي الصفين الثاني والثالث استشعاراً منها بعدم أهميتها؟ أي أنهم فيما يبدو لعبوها صح سيحضرون (محفولين مكفولين) لأداء فريضة العمرة ليس إلا، ولا يهم بعدها إن فازوا أو خسروا، فلم لم نختر نحن مثلهم لهذه البطولة لاعبي الأندية التي انتهت مشاركاتها في بطولات الموسم باكرة؟ أي ممن لا يعانون إجهاداً ولا توالي مشاركات في مسابقات خارجية، فقد يكون اختيارهم نواة لاكتشاف لاعبين جدد في أكثر من مركز يحتاجه المنتخب الأول في ظل أن بعض هذه المراكز أصبح حكراً على لاعبين بعينهم، وبهذا نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد «مشاركة واكتشاف ولو كان متأخراً». ثم هل يعقل أن نصدق مدير المنتخبات محمد المسحل وهو يتبرأ من قرار المشاركة في كأس العرب، ويرمي بالكرة في ملعب الإدارة الموقتة للاتحاد السعودي لكرة القدم، ويقول «إن أمر المشاركة في هذه البطولة من عدمها ليس من اختصاصنا»، وهذا يعني أن المدرب وإدارة المنتخبات آخر من يعلم، فهل يمكن لإدارة تسيير أمور ومسماها «مؤقتة» أن تملك قراراً مهمّاً بهذا الحجم لوحدها؟ لو لم تكن تملك دعماً خفياً يفرض أن ننظم ونشارك بمنتخب سعودي بأي مسمى كان في هذه البطولة. ويبدو أن هذا ما دفع مدرب المنتخب لحفظ سجله التدريبي من العبث السعودي وهو يكلف مساعده بالإشراف على المنتخب فيها، فيما سيكون دوره المراقبة عن بعد ومن مقر إقامته أي أنه سيستمتع بإجازته كما يستمتع باكتشافات موهبة مساعده التدريبية وقدرته على اكتشاف مواهب سعودية واعدة، فأي تخطيط بارع ذلك الذي تفتق عنه ذهن إدارة الاتحاد السعودي وإدارة المنتخبات، وأي كأس يا عرب تتنافسون عليها، وأين سيقودكم الحصول عليها؟ يبدو أنكم (مع أنفسكم تتنافسون). [email protected] Qmonira@