أقدم مسلحون مجهولون يشتبه في انتمائهم الى تنظيم «القاعدة» أمس، على اغتيال زعيم قبلي كان يعمل حلقة وصل بين السلطات اليمنية وقيادات التنظيم في محافظة أبين (جنوب اليمن). وقالت مصادر محلية في محافظة أبين ل «الحياة»، إن الشيخ علي عبد السلام المعروف ب «الملا زبارة» لقي حتفه في منطقة وادي ضيقة في مديرية المحفد التابعة للمحافظة، مع اثنين من مرافقيه، بعد وقوعهم في كمين نصبه مسلحون مجهولون، أثناء عودتهم من مدينة عدن باتجاه محافظة شبوة المجاورة، مسقط رأس «الملا زبارة» ومكان عمله عضواً في المجلس المحلي في مدينة يشبم. وفي حين تحدثت هذه المصادر عن حصول اشتباك بين وحدة من الجيش اليمني المرابط في منطقة المحفد بمؤازرة من مسلحي «اللجان الشعبية» القبلية، وبين عناصر «القاعدة» عقب الاغتيال، ذكرت مصادر محلية أن «الملا زبارة» كان أبلغ مسؤولين يمنيين في وقت سابق أن حياته في خطر، وأنه تلقى في الأيام الأخيرة تهديدات من مجهولين بتصفيته، رافضة توجيه الاتهام إلى جهة بعينها. وكان الزعيم القبلي الذي اختار لقب «الملا» تيمناً بزعيم طالبان الأفغانية الملا محمد عمر، توسط مع «القاعدة» لإطلاق سراح ثلاثة رهائن فرنسيين العام 2011 كانوا يعملون في المجال الإنساني في اليمن، وبنقل هؤلاء بسيارته إلى سلطنة عمان. لكنه لم يلق تجاوباً من السلطات اليمنية عندما عرض عليها في العام الماضي منحه تفويضاً للتوسط مع التنظيم لإطلاق مدرسة سويسرية خطفت في آذار (مارس) 2012. وتعتقد المصادر أن «القاعدة» قرر تصفيته بعدما بدأ يشك في تجسسه لمصلحة الأجهزة الأمنية اليمنية، إذ لم يعرف عن «الملا» عداؤه الصارخ ل «القاعدة» رغم انتقاداته لأعماله العنيفة، كما عرف عنه معارضته للغارات الأميركية التي تشنها طائرات بدون طيار في اليمن باعتبارها» إرهاباً موازياً» لا يقل عن إرهاب «القاعدة». وكانت منطقة المحفد الفاصلة بين محافظتي أبين وشبوة، شهدت قبل نحو أسبوع حملة عسكرية للجيش اليمني و «اللجان الشعبية» لملاحقة عناصر «القاعدة» الذين بدأوا يتوافدون إلى المنطقة ذات الطبيعة الجبلية الوعرة، هرباً من الغارات الأميركية، ولمحاولةً إعادة ترتيب صفوفهم في هذه المنطقة بعد أن انكشف غطاؤهم في محافظة مأرب (شرق صنعاء) حيث يعزز الجيش اليمني يعزز انتشاره لحماية أنابيب النفط والغاز. على صعيد منفصل، قام مسلحون قبليون امس بتفجير أنبوب تصدير النفط اليمني في منطقة صرواح في مأرب بعد مرور نحو 10 أيام على إصلاحه جراء تفجير سابق، ما أدى إلى توقف ضخ الخام في الأنبوب الذي ينقله من حقول صافر باتجاه ميناء التصدير غرباً على البحر الأحمر في منطقة رأس عيسى. من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع اليمنية على موقعها على الإنترنت حادث تفجير أنبوب النفط «على يد عناصر تخريبية»، مشيرة إلى تسرب كميات كبيرة من النفط الخام في محيط مكان التفجير، كما لفتت إلى اندلاع اشتباك قبيل عملية التفجير بين مسلحين قبليين وعناصر من الجيش، وقالت إن «عناصر تخريبية هاجمت مساء الأربعاء، وحدات عسكرية مرابطة في المنطقة، مستخدمة الرصاص والقذائف الصاروخية، ما أدى إلى اشتباك وحدات من الجيش معها».