غيّبت الأحزاب الصهيونية المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي تجري في 22 الشهر الجاري عن دعايتها الانتخابية ملف السلام مع الفلسطينيين الذي كان حتى الأمس القريب في صلب أجندة حزب «العمل» وأحزاب اليسار وقارعت به اليمين وقرّعته على التطرف ضد الفلسطينيين. كما غيّبت الأحزاب العربية الثلاثة هذا الملف أيضاً عن دعايتها، ربما تحت تأثير انتقادات وجهت إليها بأنها تولي هذا الملف أهمية قصوى على حساب قضايا عرب ال 1948. وكانت الدعاية الانتخابية المتلفزة والمسموعة انطلقت مساء أول من أمس، وبدت في حلقتها الأولى على الأقل تنافساً بين «ليكود بيتنا» الحاكم و «البيت اليهودي» اليميني المتشدد الذي يمثل غلاة المستوطنين والحركة الدينية الصهيونية، على أي منهما أكثر تطرفاً وتمسكاً ب «أرض إسرائيل». وتمحورت دعاية «ليكود بيتنا» في شخص زعيمه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو و «قدرته على تحدي العالم» ورفض الضغوط عليه، وعلى التأييد الجارف الذي لقيه في الكونغرس في أيار (مايو) الماضي، مضيفاً أن إسرائيل بحاجة إلى «زعيم قوي» قادر على مواجهة التحديات، خصوصاً الملف النووي الإيراني. في المقابل، غاب صوت شريكه زعيم «إسرائيل بيتنا»، وزير الخارجية المستقيل أفيغدور ليبرمان الذي حصد شعبيته في الانتخابات السابقة من دعايته التحريضية على المواطنين العرب. من جانبه، تبنى زعيم «البيت اليهودي» المتطرف نفتالي بينيت ومرشحوه الأجندة الأكثر تطرفاً حين ادعوا أن اليهود واجهوا على مدار آلاف السنين الأمم المختلفة وبقوا صامدين، «وعلى العرب أن يدركوا أنهم لن يهزمونا». وانتقد بينيت نتانياهو وحكومته على «نتيجة التعادل» في الحرب الأخيرة على قطاع غزة. وتباهى زعيم «كديما» شاؤول موفاز، الذي تتوقع استطلاعات الرأي غيابه عن الساحة بعد الانتخابات، ب «إبادة الانتفاضة الثانية» و «قتل المخربين من مسافة صفر» حين كان رئيساً لهيئة أركان الجيش ثم وزيراً للدفاع. أما زعيمة حزب «هتنوعاه»، وزيرة الخارجية سابقاً تسيبي ليفني، فسخرت من ادعاءات نتانياهو وليبرمان بأنهما سيقضيان على سلطة «حماس» في قطاع غزة، وذكّرت باتفاق وقف النار معها قبل شهرين، وتوقفت عند العزلة الدولية التي تعيشها إسرائيل بسبب سياسة نتانياهو وليبرمان، لكنها لم تشر إلى أهمية حل الصراع مع الفلسطينيين. أما زعيمة حزب «العمل» شيلي يحيموفتش التي اعتبرت قبل توليها زعامة الحزب رئيسة «معسكر السلام»، فبدا أنها تصر على النأي بحزبها عن صفة اليسارية أو ملامسة المسائل السياسية، وفي مقدمها الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، إذ تمحورت دعايتها في «العدل الاجتماعي». وآثرت الأحزاب العربية الثلاثة المتوقع فوزها معاً ب 11-12 مقعداً، التمحور في قضايا داخلية مثل»حق العرب في حكم ذاتي ثقافي» (التجمع الوطني الديموقراطي)، وحقوق العمال والمبادئ الاشتراكية والتعايش اليهودي العربي (الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة)، ومواجهة سياسة هدم البيوت العربية بداعي البناء غير المرخص (القائمة الموحدة – العربية للتغيير). كما تعرّف المشاهدون إلى قائمة جديدة تحمل اسم «الأمل للتغيير» تدعو العرب إلى الانخراط في «الخدمة الوطنية» والمشاركة في الحكومة.