شهدت القاهرة امس تحركاً على مستوى رفيع لدفع ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، اذ استقبل الرئيس محمد مرسي كلاً من الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل. كما كان مقررا ان يجتمع عباس ومشعل مساء امس بحضور رئيس الاستخبارات المصرية اللواء رأفت شحاتة. وألغي اللقاء الذي كان سيجمع بين مرسي وعباس ومشعل بتوصية من جهاز الاستخبارات الذي قدر أن مشاركته في اللقاء تقتضي الإعلان بعده عن تقدم جوهري في المصالحة، فيما الأمور لا تسير في اتجاه إحداث اختراق جوهري بسبب ملف الانتخابات في ضوء تمسك الرئيس الفلسطيني بضرورة بدء عمل لجنة الانتخابات في قطاع غزة. وصرح الناطق باسم الرئاسة المصرية ياسر علي بعد لقاء مرسي مع كل من عباس ومشعل بأن «لقاء سيجمع مشعل وعباس برعاية مصرية عقب المحادثات» أمس، مشيراً إلى أن محادثات مرسي مع الرئيس عباس تناولت الجهود المبذولة لتوحيد الصف الفلسطيني وسبل توفير الدعم اللازم للدولة الفلسطينية. وقالت مصادر مصرية موثوق بها ل «الحياة» إن لقاء مرسي مع عباس تناول تطورات الموقف السياسي في الساحة الفلسطينية، خصوصاً عقب منح فلسطين صفة مراقب في الأممالمتحدة، لافتة إلى أن ملف المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والعودة الى تطبيق اتفاق المصالحة الموقع في 4 آيار (مايو)، كانت على رأس المحادثات. وصرح رئيس وفد «فتح» الى الحوار عزام الاحمد لوكالة «فرانس برس» بأن «الاجتماع كان ايجابياً، وتم بحث الوضع في الارض المحتلة وكيفية البناء على قرار الاممالمتحدة بقبول فلسطين كدولة غير عضو تحت الاحتلال». واضاف: «جرى بحث موضوع المصالحة والخطوات المطلوبة وهي العودة الى النقطة التي توقفنا عندها، وهي استئناف عمل لجنة الانتخابات، وتشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة الرئيس عباس، والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني». وتابع ان الرئيس المصري «وعد» كذلك بمساعدة السلطة «لفك الحصار المالي» المفروض عليها و»بذل جهد لدى الاشقاء العرب والمانحين الآخرين». وفي شأن اللقاء بين عباس ومشعل الذي حامت شكوك في شأن عقده، اوضح الاحمد ان اللقاء سيتم في قصر الضيافة الذي يقيم به الرئيس الفلسطيني في القاهرة مساء الاربعاء. واكد المستشار السياسي لهنية يوسف رزقة في بيان صحافي ان لقاء سيعقد بين عباس ومشعل في القاهرة، مضيفا ان دعوة مصر لعباس ومشعل لإجراء محادثات من اجل المصالحة «لا تعني بالضرورة ان هذه اللقاء سيسفر عن البدء الجدي في اجراءات التنفيذ». واعتبر ان «اصرار عباس على اجراء الانتخابات اولا يعكر اجواء لقاء المصالحة، وهو موقف احادي لا نقبله في الحكومة، كما لن تقبله الفصائل الفلسطينية التي اتفقت على ان ملف المصالحة يجب ان يطبق بشكل كامل ومتواز في كل ملفاته». ومن المفترض أن يلتقي عباس ايضا خلال زيارته للقاهرة الأمين العام لحركة «الجهاد الاسلامي» رمضان شلح. كما استقبل الرئيس الفلسطيني أمس السفير السعودي في القاهرة أحمد قطان وتسلم منه دعوة لحضور القمة الاقتصادية المزمع عقدها في الرياض الشهر المقبل.