شكك القيادي البارز في حركة «حماس» محمود الزهار في إمكان حدوث اختراق في ملف المصالحة في ضوء اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في القاهرة غداً، مطالباً ب «ضمانات لتنفيذ اتفاق المصالحة وإلا فإن المصالحة برمتها ستفشل»، لافتاً إلى أن الرئيس الفلسطيني «جاء إلى المصالحة مضطراً عندما سدت الأبواب في وجهه». ووصل الرئيس الفلسطيني إلى القاهرة أمس في زيارة تستغرق ثلاثة أيام ويعقد اجتماعاً غداً مع مشعل لتفعيل ملف المصالحة الفلسطينية، كما يفترض أن يلتقي اليوم كلاً من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي ورئيس الاستخبارات المصرية الوزير مراد موافي. واستبعد الزهار إمكان حدوث اختراق في ملف المصالحة في ضوء اجتماع عباس ومشعل، داعياً إلى عدم التعويل كثيراً على هذا اللقاء الذي سيكون برتوكولياً ولن يستغرق وقتاً طويلاً، مرجحاً أن يعقبه عقد حوار بين الحركتين يتضمن كل القضايا الواردة في الورقة المصرية للمصالحة وعلى رأسها الحكومة وبرنامجها ومنظمة التحرير والملف الأمني والانتخابات. وطالب الزهار، في تصريحات ل «الحياة»، بضرورة وجود ضمانات لتنفيذ اتفاق المصالحة، وإلا فإن المصالحة برمتها ستفشل»، وأضاف: «نريد ضمانات بإجراء انتخابات حرة نزيهة وضمانات لتشكيل لجنة الانتخابات وضمانات تطبيق بنود الاتفاق». وتابع «من تجربتي مع أبو مازن أنه من الخطأ التفاؤل معه (...) فهو جاء إلى المصالحة مضطراً عندما سدت الأبواب في وجهه ولم يعد لديه خيار سوى المصالحة». وحول ماهية هذه الضمانات، أجاب: «التطبيق على الأرض هو نوع من الضمانات»، مشيراً إلى وجود لجنة عربية تقودها مصر ستضم مراقبين مصريين وعرباً ستتابع تنفيذ الاتفاق، موضحاً أن المصالحة في السابق فشلت لغياب وجود ضمانات تنفيذها. وقال: «عقب التوقيع على اتفاق المصالحة كنا نتطلع إلى وقف مطاردة المقاومين في الضفة الغربية لكن عوضاً عن ذلك زاد عدد المعتقلين في سجون السلطة في رام الله». وزاد «لا نريد أن نكرر هذا الفشل ولذلك يجب أن يكون هناك ضمانات تامة». وعلى صعيد ملف الحكومة والشخصية الأوفر حظاً لشغل موقع رئاستها قال الزهار «لم تحسم مسألة هوية رئيس الحكومة المقبلة، وسلام فياض مرفوض من جانبنا، كما أننا لم نرشح أحمد يوسف (المستشار السابق لرئيس الحكومة المقالة) لهذا المنصب»، مرجحاً أن «تكون هذه المسألة على رأس أجندة لقاء مشعل وعباس». وأكد ضرورة تشكيل حكومة توافق وطني تتبنى برنامج الوحدة الوطنية وتطبق الاتفاق لأن مهامها متعلقة فقط بتنفيذ اتفاق المصالحة والإشراف على الانتخابات، فهي حكومة بلا برنامج سياسي. وأقر الزهار بأن إسرائيل عنصر مهم في إنجاز المصالحة، وحذر من أنها ستعمل على تعطيلها من خلال الانتخابات التي ستشهدها الأراضي الفلسطينية، وقال «سبق أن وضعت إسرائيل عقبات للحيلولة دون إنجاز المصالحة، ولذلك وضعنا هذا الأمر في الحسبان»، داعياً لجنة الانتخابات المركزية إلى وضع حلول لمعالجة هذه المسألة لأن هذه القضية من مهامها. الى ذلك، قال مفوض العلاقات الخارجية لحركة «فتح» نبيل شعث إنه ينصح «بالتفاؤل الحذر» في ما يخص لقاء عباس ومشعل، لافتاً الى أنه «لن يتم انجاز كل شيء في اجتماع واحد». وصرح شعث ل «صوت فلسطين» امس بأن «موضوعين رئيسيين مطروحان على جدول أعمال اللقاء: الأول تنظيمي يتعلق بتنفيذ اتفاق المصالحة، والآخر هو الموضوع السياسي». وأشار إلى أن «الظرف العربي والدولي يضغط على كل القيادات الفلسطينية لانجاز المصالحة»، وقال إن «الاعتراض القانوني الوحيد للجنة العضوية في مجلس الأمن هو الانقسام الفلسطيني وعدم سيطرة حكومة واحدة على الضفة الغربية وقطاع غزة».