استهجن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد امس، إعلان علي سعيدي، ممثل مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي لدى «الحرس الثوري»، أن من واجب «الحرس» تأمين «هندسة معقولة لانتخابات» الرئاسة المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، مشدداً على أن أحداً لا يحق له التأثير في الاقتراع. وكان سعيدي قال إن «لدى الحرس واجباً أصيلاً في هندسة معقولة ومنطقية للانتخابات»، لمواجهة «حرب بالوكالة» تشنها واشنطن على طهران. واستدرك أن «الحرس لا يتدخل مباشرة في الانتخابات، بل يضع إطارها العام ومبادئها التوجيهية». وعلّق نجاد على كلام سعيدي، قائلاً: «الانتخابات حق للأمة، ولا يحق لأحد التأثير في تنظيمها». وأشار بعد جلسة للحكومة، إلى أن خامنئي ومؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني «شددا دوماً على أن الانتخابات تنتمي إلى الأمة كلها، وأن لكل ناخب صوتاً واحداً فقط». وكان خامنئي انتقد مطالبات بتأمين نزاهة الانتخابات، معتبراً أن ايران شهدت 34 اقتراعاً منذ الثورة عام 1979، كانت كلها «حرة». كلام المرشد أتى بعد تشديد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني مراراً على «ضرورة تنظيم انتخابات حرة وتنافسية وشرعية، لإيجاد توازن في وضع البلاد». وعلّق النائب المحافظ البارز علي مطهري على تصريح خامنئي، قائلاً: «الدعوة إلى انتخابات حرة لا تعني أننا نعتقد بتزوير انتخابات 2009». في المقابل، ذكّر النائب المحافظ البارز إسماعيل كوثري بأن «المطالبين بانتخابات حرة ونزيهة، أشاعوا في انتخابات رئاسية سابقة بأن الاقتراع مُزور، وانتخبهم الشعب» في مناسبات أخرى. ويشير بذلك إلى رفسنجاني الذي تولى الرئاسة بين 1989 و1997، والرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي (1997-2005). في السياق ذاته، حذر النائب المحافظ البارز غلام علي حداد عادل، وهو مستشار لخامنئي، من أن خوض عدة مرشحين أصوليين الانتخابات، «قد يؤدي إلى هزيمة انتخابية». وحضّ المرشحين الأصوليين على أن «يأخذوا في الاعتبار المثالية والواقعية». أما قائد الشرطة الإيرانية الجنرال إسماعيل أحمدي مقدم، فأكد أن الانتخابات ستُنظَّم «في أجواء هادئة، أكثر من كل الانتخابات السابقة»، مشدداً على أن «الشرطة مستعدة لمواجهة التحديات ورصد كل المنافذ التي يمكن استغلالها لإحداث فوضى خلال الاقتراع». إلى ذلك، أفادت معلومات بصدور حكم بسجن محمد حسين كروبي، الابن البكر لمهدي كروبي، زعيم المعارضة الموضوع قيد إقامة جبرية، 6 اشهر لاتهامه بإعطاء مقابلات لوسائل إعلام أجنبية. «السياسات العامة» في غضون ذلك، صادق خامنئي على مرسوم «السياسات العامة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الأمن والدفاع»، وأوعز بتطبيقه، بعد تشاوره مع مجلس تشخيص مصلحة النظام. وتشير محاور «السياسات العامة» إلى تسع نقاط، بينها «ترسيخ ثقافة الاكتفاء الذاتي والإبداع في كل المجالات الدفاعية والأمنية»، و«استقطاب الكفاءات والنخب»، و «التعاون مع بلدان أخرى في مجال العلوم والإنتاج وتجارة السلع المستخدمة في الدفاع والأمن». إلى ذلك، أعلن وزير الاستخبارات حيدر مصلحي «كشف خيوط جديدة عن أساليب الأعداء لاغتيال علماء نوويين إيرانيين»، مشيراً إلى «ضربات موجعة وجهتها إليهم الاستخبارات الإيرانية». وأعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية فريدون عباسي دواني إعادة تشغيل مفاعل «بوشهر» النووي وربطه بشبكة الكهرباء بكامل طاقته، «بعد إغلاق ضروري لشهرين، لتفحص الوقود والمفاعل». في غضون ذلك، نشرت زوجة روبرت ليفنسون، العميل السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (أف بي آي) الذي اختفى في إيران قبل ست سنوات، صوراً جديدة له وصلتها قبل سنتين، ويظهر في إحداها مرتدياً ثوباً يرتديه معتقلو سجن غونتانامو. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن مسؤولين أميركيين يعتبرون أن الحكومة الإيرانية وراء الصور.