طغى مشروع الدوائر الخمسين على الجلسة الثالثة من اجتماعات اللجنة الفرعية المنبثقة من اللجان النيابية اللبنانية المشتركة والمكلفة درس المادتين الأولى والثانية من قانون الانتخابات. فما أجمعت عليه اللجنة الرباعية الممثلة للقوى المسيحية والمؤلفة من «حزب الكتائب» و «القوات اللبنانية» و «التيار الوطني الحر» و «تيار المردة» مع «حركة أمل» و»حزب الله»، وهو المشروع الأرثوذكسي، لم تجمع عليه أمس وهو الدوائر الخمسين. وفيما فرق «الأرثوذكسي» مسيحيي 14 آذار أول من أمس عن «تيار المستقبل»، جمعهم أمس مشروع الدوائر الصغرى. وبدت مواقف أعضاء اللجنة النواب أحمد فتفت وسرج طور سركيسيان وجورج عدوان وسامي الجميل في مكان، ومواقف آلان عون وآغوب بقرادونيان aعلي بزي وعلي فياض في مكان آخر، إذ أعلنوا رفضهم للخمسين دائرة بشكل كلي، فيما بقي عضو «جبهة النضال الوطني» النائب أكرم شهيب على موقفه المؤيد لقانون الدوحة «الأكثر واقعية»، لكنه قال: «نحن منفتحون على أي قانون أكثري يوصل إلى العدالة». وفي وقت أصر بعض أعضاء اللجنة على «ضرورة رفع السرية عن مداولات الاجتماعات كي يطلع الرأي العام على المناقشات الجارية»، علمت «الحياة» أن عدوان (القوات اللبنانية) طرح الموضوع على التصويت في الجلستين الثانية والثالثة وسقط الاقتراح. دعم من بري وتزامن اجتماع اللجنة مع انعقاد لقاء الأربعاء النيابي فأكد رئيس المجلس نبيه بري وفق ما نقل عنه نواب، «أهمية عمل اللجنة»، مشدداً على ضرورة «توفير الدعم لها في سبيل الوصول إلى تفاهم حول صيغة القانون الجديد»، وأبدى «ارتياحه لأجواء النقاش الذي يسود داخل اللجنة»، مركزاً في هذا المجال على «بحث الأمور بمرونة وروية بعيداً من أجواء السجالات التي كانت سائدة سابقاً». وأعلن رئيس اللجنة روبير غانم أن البحث «يتعدى الموضوع الأكثري والنسبي والأرثوذكسي والحكومي وغيره من طروحات، وكل الأفرقاء يبذلون جهدهم للخروج بعناوين مقبولة، وأن يكون هناك تحسين تمثيلي للفئات التي تعتبر نفسها كانت مهمشة»، وقال: «هذه هي العناوين التي نحاول أن نصل فيها إلى أرضية مشتركة، وهناك أفكار أخرى وجديدة للنقاش وسنتابع في الجلسة المسائية درس كل هذه الصيغ. على أن نواصل النقاش صباح غد (اليوم)». أما داخل الجلسة فأثار فتفت (المستقبل) موضوع المشروع الأرثوذكسي وسأل: «هل الذين عارضوا المشروع هم مسيحيون أم لا؟ وفي مقدمهم رئيس الجمهورية والعميد كارلوس اده والنائبان بطرس حرب ودوري شمعون. هناك مجموعة يجب أخذ رأيها في الاعتبار، وهل لها علاقة بالإجماع المسيحي أم لا أيضاً؟»، وقال: «موقف كتلة المستقبل يلتقي مع رئيس الجمهورية لأن الموضوع غير دستوري. نحن مع قانون أكثري ونرفض القوانين النسبية، وأي قانون أكثري نحن على استعداد أن نناقشه ضمن هذا الإطار»، لافتاً إلى «أننا نقبل بقانون الخمسين دائرة وأن يكون منطلقاً للنقاش». ونفى الجميل أي إحراج إزاء «تيار المستقبل» في تأييد «الكتائب» المشروع الأرثوذكسي، وزاد: «نقول رأينا ببساطة إذ أن المسيحيين شعروا سابقاً بأنهم غير شركاء حقيقيين في إدارة البلد، وهمنا اليوم إيجاد قانون يؤمن هذه الشراكة، وما نطرحه هو اختيار النواب الذين يمثلوننا حقيقة». وأعلن فياض (حزب الله) بدوره رفض الحزب و «حركة أمل» صيغة الخمسين دائرة «شكلاً ومضموناً». ولفت إلى أن الحديث عن «المثالثة في المستقبل إذا اعتمد المشروع الأرثوذكسي هو تهويل في غير محله». وقال: «الهواجس المسيحية في محلها ونحن أخذناها في الاعتبار حرصاً على مبدأ التعايش». وأكد عدوان من جهته أن «التصويت الفعلي على قانون الانتخابات سيكون في الهيئة العامة للمجلس النيابي». أما عون فأكد «أن آراء التيار الحر لا تخالف الدستور والمادة 24 منه منسجمة كلياً مع المشروع الأرثوذكسي».