علمت «الحياة» أن الحكومة العراقية أعطت مسؤولين في نينوى ضمانات بعدم دخول فصائل مسلحة شيعية الى المدينة، كما وافقت على إلحاق مسلحي المحافظة قوات ب «الحرس الوطني»، وسط معلومات عن قرب انهيار تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال أسابيع. من جهة أخرى استطاع الجيش فك الحصار عن حوالى 400 عسكري يحاصرهم مسلحو «داعش»، منذ الثلثاء الماضي. وقالت مصادر موثوق فيها ل «الحياة» إن مسؤولين عقدوا سلسلة لقاءات الأسبوع الماضي مع زعماء في نينوى والأنبار وصلاح الدين، تناولت الأوضاع في هذه المحافظات، وذلك بطلب من رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي. ولفتت الى أن «المسؤولين عبروا خلال لقائهم محافظ نينوى أثيل النجيفي عن خشيتهم من سيطرة انصار حزب البعث وجناحه العسكري «رجال الطريقة النقشبندية» على الموصل بعد اخراج تنظيم «داعش» منها. وزادت أن النجيفي «طالب بسلسلة إجراءات لضمان عدم حصول ذلك، بينها الإسراع في تشكيل قوات الحرس الوطني، من دون تطبيق قانون اجتثاث البعث أو إبعاد ضباط الجيش السابقين، وإصدار عفو عام». وأكدت أن الحكومة «وافقت على تنفيذ هذه المطالب». وأضافت أن اللقاء «تناول تقارير أميركية استخباراتية، وأخرى محلية من داخل الموصل تشير الى قرب انهيار تنظيم الدولة الإسلامية في المحافظة وانسحابه منها خلال أسابيع قليلة ما يستوجب مناقشة ما بعد الانسحاب لمنع أي فصيل أو جهة من ملء الفراغ، خصوصاً حزب البعث المحظور». إلى ذلك، أكد شهود في الموصل ل «الحياة» أن «داعش» أخلى الجانب الأيسر من المدينة وترك إدارته لعدد من السكان المدنيين الذين انتموا إلى التنظيم حديثاً». وأفاد سعد البدران، وهو أحد شيوخ عشائر الموصل، «الحياة» بأن «داعش أصبح مكروهاً بشكل مطلق ويتعرض عناصره لعمليات اغتيال متواصلة». وأضاف أن «بعض قادة داعش غادروا الى سورية وأخرون تحصنوا في مبانٍ حكومية، وسط السكان، خصوصاً مقر قيادة عمليات نينوى ومباني المحافظة ومجلسها». وتابع أن «الهجمات السريعة التي شنها داعش على قرى كردية في سورية محاولة لزيادة نفوذه هناك والاستعداد للانسحاب من الموصل وبقية المدن لعلمه أن لا قوة لديه في العراق». ونشرت «كتائب الموصل» المناهضة ل «داعش»، مدعومة من عائلة النجيفي، مقاطع فيديو للمرة الأولى منذ إعلان تشكيلها، مؤكدة أنها عمليات اغتيال لعناصر من «داعش» في المدينة. وعن الأنبار، قالت المصادر إن «الاجتماعات التي عقدت مع رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، خلصت الى الموافقة على تشكيل لواءين جديدين قوامهما 10 آلاف عنصر ضمن قوات الحرس الوطني و20 الف عنصر ضمن الشرطة المحلية». ولفتت المصادر الى أن مسؤولي الأنبار تبلغوا من مسؤولين اميركيين ضرورة إقناع الفصائل المسلحة السنية بضم عناصرها إلى قوات الحرس الوطني، لكن وفد الأنبار أكد صعوبة ذلك على رغم استمرار المفاوضات. ميدانياً، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا امس «فك الحصار الذي فرضه مسلحون على نحو 400 عنصر من الجيش شمال الفلوجة منذ أيام»، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة شمال الرمادي. ونقلت قناة «العراقية» شبه الرسمية عن عطا اعلانه امس أن «القوات الأمنية دخلت منطقة السجر شمال الفلوجة للبدء بتطهيرها بالتزامن مع غطاء جوي مكثف». وكان قائد عمليات الأنبار رشيد فليح أعلن في بيان أمس أن «قوة من الجيش، بالتعاون مع جهاز مكافحة الإرهاب وبالتنسيق مع الطيران، بدأت عملية فجر اليوم لفك الحصار عن 400 ضابط وجندي حاصرتهم عناصر تنظيم داعش بعد مواجهات عنيفة في ناحية الصقلاوية شمال الفلوجة». وأضاف أن «القوات الأمنية استطاعت فك الحصار عن الضباط والجنود وتكبيد عناصر تنظيم داعش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات»، وأشار الى أن «مواجهات واشتباكات عنيفة مستمرة بين القوات الأمنية والعناصر الإرهابية شمال الفلوجة بعد إخراج جميع الضباط والجنود من الناحية». وقال مصدر امني ل «الحياة» امس إن اللواء 30 التابع للفرقة الثامنة محاصرة من مسلحين منذ الثلثاء الماضي، كما أن احد افواج اللواء 50 التابع للفرقة 14 محاصر في ناحية السجر، شمال الفلوجة. وفي الرمادي أفاد مصدر أمني بأن اشتباكات عنيفة اندلعت امس بين القوات الأمنية وعناصر من تنظيم «داعش» استخدمت فيها مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في مناطق طوي والبعيثة ومحطة القطار وجزيرة البوعلي جاسم ومنطقة قريبة من جزيرة البوريشة.