أوردت صحيفة «فايننشال تايمز» أمس أن تركيا تسعى إلى تعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي في أفريقيا مع توجهها إلى تنويع اقتصادها بعيداً من أوروبا، على غرار الصين والهند والبرازيل. وأشارت إلى أن «هذا التوجه لا يقتصر على البحث عن أسواق جديدة، بل يشمل لعب دور أكبر على الساحة العالمية، إذ افتتحت أنقرة 19 سفارة في القارة الأفريقية خلال السنوات الثلاث الماضية، ولديها الآن 26 سفارة في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية وستوفد بعثات ديبلوماسية إلى تشاد وغينيا وجيبوتي نهاية الشهر الجاري، بالتزامن مع زيارة رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان إلى الغابون والنيجر والسنغال». ولفتت إلى أن «الخطوط الجوية التركية، التي تملك الحكومة 49 في المئة من أسهمها، أعلنت الشهر الماضي تسيير رحلات مباشرة إلى نيامي وأوغادوغو وياوندي ودوالا، ليرتفع عدد وجهاتها في أفريقيا إلى 24». وأكدت الصحيفة أن «المسؤولين الأتراك ينظرون إلى الصومال، حيث عززوا وجودهم بقوة وأصبح أردوغان عام 2011 أول زعيم غير أفريقي يزورها منذ أكثر من عقدين، كمقياس على التزامهم بالقارة الأفريقية». ونسبت إلى مسؤول تركي قوله: «هدف التركيز على أفريقيا هو تطوير العلاقات وإغلاق الثغرات والذهاب إلى أماكن لم يكن لنا وجود فيها من قبل». وأوضحت أن «تجارة تركيا مع أفريقيا جنوب الصحراء ارتفعت من 724 مليون دولار عام 2000 إلى 7.5 بليون في 2011، بفضل التحركات الديبلوماسية التركية وتوسيع حركة السفر إلى القارة السمراء»، مضيفة أن «الديبلوماسي التركي السابق الخبير في معهد كارنيغي في أوروبا سنان أولغن، اعتبر أن تركيز تركيا على أفريقيا بدأ حين أطلقت حملتها الناجحة لانتخابها في مجلس الأمن الدولي للفترة 2009 - 2010. وبما أن أفريقيا تمثل أكثر من ربع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، فإن هذا التوجه خدم دولة مستعدة للاستثمار سياسياً في المنطقة». ونسبت الصحيفة إلى أولغن قوله: «موقف تركيا يشبه منزلاً يقع في منتصف الطريق بين الاتحاد الأوروبي والصين، ولا يربط المساعدات إلى أفريقيا بظروف الحكم»، إلا أنه اعتبر أن العلاقات معها أكثر من اقتصادية، والخطر الذي تواجهه أنقرة هو الوعود المفرطة لأن اقتصادها لا يمكن أن يضاهي موارد بروكسيل وبكين.