أظهرت دراسة أن برامج زراعة الأشجار لمكافحة التغير المناخي من خلال إنتاج مزيد من الوقود الحيوي قد تؤدي بشكل فعلي إلى تفاقم نوع غير معروف بشكل يذكر من تلوث الهواء والتسبب في الوفاة المبكرة لنحو 1400 شخص سنويا. وقال التقرير أن الأشجار التي تزرع لإنتاج أخشاب الوقود والتي ينظر إليها على أنها بديل أنظف من النفط والفحم تطلق مادة كيماوية في الجو يمكن أيضاً أن تقلص إنتاج المحاصيل الزراعية لدى اختلاطها بملوثات أخرى. وقال هيك هيويت الذي عمل على هذه الدراسة مع زملاء من جامعة لانكستر بانكلترا «يعتقد أن تنمية الوقود الحيوي سيكون شيئاً جيداً لأنه يقلل من كمية ثاني أكسيد الكربون في الجو». «ما نقوله هو نعم هذا شيء عظيم ولكن الوقود الحيوي قد يكون له أيضاً تأثير ضار على جودة الهواء». ونظر التقرير الذي نشر في دورية طبيعة التغير المناخي في تأثير برنامج للاتحاد الأوروبي لإبطاء التغير المناخي من خلال إنتاج مزيد من الوقود الحيوي. وقال هيويت لرويترز أنه سيكون هناك تأثير مماثل في أي مكان يتم فيه إنتاج الوقود الحيوي بكميات ضخمة في مناطق تعاني من تلوث الهواء بما في ذلك الولاياتالمتحدة والصين. وقالت الدراسة أن أشجار الحور أو الصفصاف أو الأوكالبتوس التي تستخدم كلها كمصادر سريعة النمو لأخشاب الوقود المتجدد تطلق مستويات عالية من مادة الايزوبرين الكيماوية مع نموها . ويشكل الايزوبرين مادة اوزن سامة لدى اختلاطه بملوثات هواء أخرى في ضوء الشمس . وقال هويت أن: «إنتاج الوقود الحيوي على نطاق واسع في أوروبا سيكون له تأثير صغير ولكن مهم على معدل وفيات البشر وإنتاج المحاصيل». «على حد علمنا لم يبحث أحد في جودة هواء زراعة محاصيل الوقود الحيوي من قبل». وقدر التقرير أن الاوزون المنبعث من الطاقة التي تعتمد على الأخشاب للوفاء بهدف الاتحاد الأوروبي لعام 2020 ستؤدي الى الوفاة المبكرة لنحو 1400 شخص سنوياً مكلفة المجتمع 7.1 مليار دولار. وأضافت الدراسة أن الخطة الأوروبية ستقلص أيضاً القيمة السنوية لإنتاج القمح والذرة بنحو 1.5 مليار دولار لان الاوزون يعيق نمو المحاصيل. وأشارت الدراسة الى أن إنشاء مزارع جديدة للوقود الحيوي في مناطق بعيدة عن المراكز السكانية الملوثة ستساعد في الحد من تكوين الاوزون . وقالت أنه قد يتم استخدام الهندسة الوراثية للحد من انبعاث الايزوبرين. ويمكن أن يسبب الاوزون مشكلات في الرئة وينحى باللائمة عليه أيضاً في قتل نحو 22 ألف شخص سنوياً في أوروبا، وتقول وكالة البيئة الأوروبية أن تلوث الهواء بشكل عام ولاسيما من الوقود الاحفوري يؤدى الى الوفاة المبكرة لنحو 500 ألف شخص في أوروبا سنوياً.