بروكسيل - رويترز - أظهرت مسودات تقارير وضعها الاتحاد الأوروبي، أن ترويج الاتحاد للوقود الحيوي الذي يعتمد على النباتات سيرفع دخل المزارع وأسعار السلع الزراعية داخل الاتحاد، لكنه قد يؤدي إلى نقص في الأغذية لدى الدول الأكثر فقراً في العالم. ولدى الاتحاد الأوروبي هدف قانوني بتخصيص عشر وقود النقل البري من مصادر متجددة مثل الوقود الحيوي بحلول 2020. ويتطلع المزارعون في دول الاتحاد، الذين تضرروا من تقلص دخلهم، إلى سوق الوقود الحيوي التي يبلغ استهلاكها في أوروبا خمسة بلايين يورو (6.84 بليون دولار) سنوياً، بوصفها مصدراً لعائدات جديداً. وتتوقع دراسات أعدت لصناع السياسة في الاتحاد الأوروبي، وتضمنت 116 وثيقة، حصلت عليها وكالة «رويترز» بموجب قوانين حرية المعلومات، أن سياسات الوقود الحيوي الحالية تعزز دخل المزارعين بواقع 3.5 في المئة في 2020. لكن الدراسات أعربت عن مخاوف في شأن التأثير غير المتعمد لتعطش أوروبا للوقود الحيوي. وأدى ارتفاع أسعار منتجات الغذاء في 2008 إلى أعمال شغب في دول نامية، وألقى باللوم جزئياً على إنتاج الوقود الحيوي مثل الإيثانول الذي يستهلك جزءاً من محصول الذرة الأميركي. وأظهرت دراسة أن الطلب سيرتفع على الحبوب مثل القمح، الذي يستخدم في صناعة الإيثانول، بنحو سبعة في المئة في السنوات العشر المقبلة، كنتيجة مباشرة لسياسات الوقود الحيوي، ما يستتبع ارتفاع أسعار الحبوب بواقع عشرة في المئة. ويُتوقع أن ترتفع الأسعار العالمية للسكر والذرة، اللذين يستخدمان أيضاً في صناعة الإيثانول، 20 في المئة بسبب طلب الاتحاد الأوروبي على الوقود الحيوي. وتتوقع دراسة أخرى أن ترتفع واردات السكر بشدة على رغم ارتفاع إنتاج بنجر السكر عشرة في المئة. وسيكون التأثير الأكبر لطلب الاتحاد الأوروبي على الوقود الحيوي على سعر الزيوت النباتية المستخدمة في صناعة وقود الديزل الحيوي. وتفيد دراسات بأن الاتحاد الأوروبي يشكل نحو نصف استهلاك وقود الديزل الحيوي في العالم عام 2020، ما يؤدي إلى زيادة 30 و35 في المئة على أسعار الزيوت النباتية. وتوقعت دراسات أخرى أن تتضاعف واردات الاتحاد الأوروبي من الزيوت النباتية لتبلغ 20 مليون طن عام 2020. ويلبي ارتفاع إنتاج زيت النخيل في إندونيسيا وماليزيا جزءاً كبيراً من زيادة الطلب على الزيوت النباتية.