استمرت المعارك أمس الأحد بين المتمردين الحوثيين الذين يتخذون اسم "أنصار الله" ومقاتلين قبليين موالين للتجمع اليمني للاصلاح (اسلامي) ومدعومين من الجيش، بالرغم من اتفاق لحل الازمة اعلنه مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن جمال بن عمر ليل السبت. وسمع دوي انفجارات ضخمة في محيط مقر القائد العسكري اللواء علي محسن الاحمر وفي محيط جامعة الايمان التابعة للزعيم السلفي عبدالمجيد الزنداني، وكلاهما من ألد اعداء الحوثيين. واكدت مصادر متطابقة ان اللواء الاحمر الذي كان الذراع اليمنى للرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل ان ينفصل عنه في 2011، موجود داخل مقر الفرقة الاولى مدرع سابقا، وهو محاصر تماما في حين يتعرض المقر للقصف من قبل المسلحين الحوثيين. ومن جهتها، اكدت مصادر مقربة من الزنداني ان الاخير موجود في جامعة الايمان، وهو محاصر بدوره فيما تتعرض مباني الجامعة للقصف. وبدت منطقة ساحة التغيير في شمال صنعاء خالية تماما من اي حركة، مع استمرار القصف وتبادل اطلاق النار. واستمرت المواجهات في صنعاء منذ اعلان المبعوث الدولي جمال بن عمر ليل السبت عن التوصل الى اتفاق بين الحوثيين والرئاسة اليمنية لانهاء الازمة الحالية. ونشر الحوثيون الالاف من المسلحين وغير المسلحين في صنعاء وحولها منذ اعلن زعيم التمرد عبد الملك الحوثي في 18 اب/اغسطس تحركا احتجاجيا تصاعديا للمطالبة باسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع اسعار الوقود اضافة الى تطبيق مقررات الحوار الوطني. وانزلق الوضع الى العنف منذ ايام في صنعاء وضاحيتها الشمالية حيث قتل العشرات في مواجهات بين الحوثيين ومسلحين قبليين موالين للتجمع اليمني للاصلاح، الحزب الاسلامي الاكبر في اليمن. واعلن بن عمر في وقت متأخر من مساء السبت اتفاقا ل"حل الازمة" في اليمن بعد ان التقى الحوثي في معقله في صعدة بشمال اليمن. وأوضح في بيان انه "بعد مشاورات مكثفة مع جميع الاطراف السياسية بما فيها انصار الله (الحوثيون) تم التوصل الى اتفاق لحل الازمة الحالية في اليمن (...) والتحضير جار لترتيبات التوقيع" على الاتفاق. واوضح ان "الاتفاق سيشكل وثيقة وطنية تدفع بمسيرة التغيير السلمي، وترسّخ مبدأ الشراكة الوطنية والأمن والاستقرار في البلاد". وقد عاد مبعوث الاممالمتحدة مساء الجمعة من صعدة الى صنعاء بعد ثلاثة أيام من المفاوضات مع زعيم التمرد الشيعي. وفرضت السلطات السبت حظر التجول اثر اشتداد المعارك بين "أنصار الله" ومسلحي حزب الاصلاح السني ما أوقع عشرات القتلى منذ الخميس من الجانبين اضافة الى 22 مدنيا على الاقل. وأدت اعمال العنف ايضا الى تعليق الرحلات الجوية الدولية في مطار صنعاء وغلق المدارس واكبر اسواق العاصمة والى شبه شلل تام في صنعاء. وخلال الايام العشرة الاخيرة اعلنت السلطات اليمنية عن التوصل لاتفاقين للخروج من الازمة الا انهما ظلا حبرا على ورق. وغرق اليمن في ازمة منذ رحيل صالح في شباط/فبراير 2012 بعد 11 شهرا من الاحتجاجات ضد نظامه. وكان الرئيس اليمني دعا إيران بالاسم الى "تحكيم العقل والمنطق في ما يتعلق بتعاملها مع الشعب اليمني"، والى "أن تتعامل مع الشعب وليس مع فئة أو جماعة أو مذهب"، في اشارة الى دعمها المفترض للحوثيين.