يأمل مسؤولون أميركيون أثناء المفاوضات الجارية بينهم وبين إيران الأسبوع الجاري، ألاّ يحدث أي تعارض مع الإيرانيين في شأن مسألتي برنامج إيران النووي ومواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنّ "إيران من الممكن أن تلعب دوراً في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية". ويرى مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، أنّ الولاياتالمتحدة الأميركية بإمكانها الفصل بين المحادثات النووية وضروة مواجهة "داعش". وقال ديبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته: "سيكون من الصعب موافقة الأميركيين على دخول إيران الحلف الدولي لمواجهة "داعش"، حيث لا يزال بعض الدول العربية لا يحبذ التواصل مع إيران". وقال روبرت أينهورن، أحد الشخصيات البارزة في المحادثات مع إيران، إن "الإيرانيين لديهم مفاهيم خاطئة في ما يتعلق بهذا الأمر، لكني أعتقد أن الإدارة الأميركية ستكون حريصة على توضيح أن القضيتين منفصلتان، وأنها لا تفكر في المقايضة". في المقابل، قالت المسؤولة في معهد "بروكينغز" سوزان مالوني: "يمكن أن تنحو إيران منحى متشدداً في المفاوضات النووية بسبب عدم الاستقرار الإقليمي". وأضافت: "تعتقد إيران أن الولاياتالمتحدة منشغلة بأولويات أخرى، إذ إنها لم تحقق الكثير من الانتصارات في السياسة الخارجية في هذه المرحلة"، مشيرةً إلى أنه من الممكن أن تحاول إيران إعادة التفاوض بشأن شروط الاتفاق المبدئي "خطة العمل المشترك" الذي خفف بشكل محدود العقوبات على إيران مقابل كبح برنامجها النووي. وعلى هامش المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية الستّ الأسبوع الماضي، أجرى مسؤولون أميركيون مناقشات ضمن سلسلة من المباحثات الثنائية مع إيران، ركزت على القضية النووية لكنها تناولت أيضاً خطر تنظيم "داعش". وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في "معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن جون الترمان: "لا نريد أن نطالب الإيرانيين بالكثير، خشية أن يفاوضوا بقوة أثناء المحادثات في مسألة برنامج إيران النووي". ويخشى مسؤولون أميركيون أن تصبح الأراضي التي يسيطر عليها "داعش" ساحات لتجنيد المتشددين الذين من الممكن أن يهاجموا أوروبا الغربية والولاياتالمتحدة. أمّا إيران، فتخشى من أن يتقلص نفوذها في المنطقة في حال اتسعت سيطرة التنظيم.