يعقد فوز الرئيس الإيراني المتشدد محمود أحمدي نجاد بفترة ولاية ثانية في الانتخابات التي جرت الجمعة خطط إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتواصل مع إيران لكن الخبراء قالوا إنه قد لا يكون هناك تراجع عن السياسة الأمريكية الجديد تجاه طهران. وأصر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية على أن قرار الرئيس الأمريكي التواصل مع إيران لا يستند إلى نتيجة انتخابية معينة ولكن المضي قدما صعب بغض النظر عمن سيفوز. وقال المسؤول الذي كان يتحدث قبل إعلان نتائج الانتخابات الإيرانية "هناك كثير من الفصائل المختلفة والآراء المتفاوتة بخصوص فكرة التعامل مع الشيطان الأكبر (واشنطن)." وتابع "سنتواصل مع الحكومة الإيرانية بغض النظر عن الفصيل الذي يقودها." ولكن المحللين تنبأوا بأن فوز أحمدي نجاد بفترة ولاية ثانية سيجعل من الصعب على أوباما تغيير النبرة اللاذعة الحالية في العلاقات الأمريكيةالإيرانية بينما كان من الممكن أن يساعد فوز موسوي في ذلك الصدد. وقال بروس ريدل المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "يمثل ذلك (فوز أحمدي نجاد) انتكاسة للآمال في العثور على إيران أكثر انفتاحا للتواصل." وأضاف ريدل الذي يعمل حاليا في معهد بروكينجز "ولكن اعتقد أنه لا يزال من المفيد أن نحاول التواصل. دعنا نكتشف ما إذا كان أحمدي نجاد المنتصر الذي حصل على تفويض كبير منفتح الآن للمحادثات. هل المتشدد أكثر قدرة على التحرك لا سيما بعد أن يحقق نصرا؟" وتماطل إيران منذ شهور في الرد على مفاتحات أوباما الشخصية وكذلك على عرض من القوى الكبرى ومن بينها واشنطن لتسوية خلافات بشأن برنامجها النووي. وقال شبلي تلحمي الاستاذ في جامعة ماريلاند "لست واثقا من أنه كان سيكون هناك فارق كبير إذا فاز موسوي في الانتخابات ولكني اعتقد الآن أن الانتخابات انتهت وأنه لن يكون أمام الحكومة الإيرانية سوى مبررات قليلة جدا لعدم الرد على أوباما." وقال المسؤول الأمريكي الكبير إن واشنطن ستبحث عن فرص للتعامل مباشرة مع إيران. وإحدى الفرص المحتملة هي اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني الكبار لمناقشة أفغانستان وباكستان المقرر عقده في تريست بإيطاليا في وقت لاحق من هذا الشهر. ومن المتوقع أن تحضر الاجتماع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كما ستوجه دعوة لإيران لحضوره. ومن المحتمل أن فترة ولاية ثانية لأحمدي نجاد ستجعل من الأسهل على واشنطن الضغط من أجل عقوبات أكثر صرامة ضد إيران إذا استمرت في رفض وقف تخصيب اليورانيوم والذي يشتبه الغرب في أنه يهدف إلى تصنيع قنبلة ذرية. وتقول طهران إن برنامجها النووي لأغراض سلمية. وقال إليوت أبرامز وهو مسؤول سابق في إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ويعمل الآن في مجلس العلاقات الخارجية "كل من النصر الواضح والتزوير الواضح يعقد استراتيجية أوباما بدرجة كبيرة. نصيحتي أنه سيكون من الأفضل لو أنهم فكروا في فرض مزيد من العقوبات." واستطرد "العقوبات التي تؤلم قد تكون أداة قوية وقد تدفع النظام إلى تفاوض جاد. ولكن الأرجح أن استراتيجية التواصل عانت من ضربة ثقيلة جدا." وتعهد موسوي بمواصلة المحادثات النووية مع القوى الكبرى إذا انتخب رئيسا بينما استبعد أحمدي نجاد مثل هذه المفاوضات مع الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وقال جون الترمان الخبير في شؤون الشرق الأوسط إنه على الرغم من فوز أحمدي نجاد فإنه يتعين على إدارة أوباما مواصلة الضغط ولو من أجل حوار محدود بهدف إدارة التوترات بين الجانبين بشكل أفضل. وأضاف الترمان الذي يعمل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "مهما تكن النتائح فإن إيران في حالة هياج سياسي. وهناك إحساس بأنه بالرغم من أن الوقائع لم تتغير فان المزاج قد تغير." وتابع "بغض النظر عمن سيفوز يجب أن تكون السياسة استكشافاً هادئا لسبل بناء مصلحة مشتركة وطرق لوقف السلوك العدواني."