بيروت، واشنطن – رويترز – شكك محللون في صحة فوز الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية، كما اعتبروا ان اعادة انتخابه عقّدت خطط إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمحاورة طهران. وقال كريم سادجادبور وهو محلل في «معهد كارنيغي للسلام الدولي»: «اعتقد ان لا أحد توقع هذا المستوى من الخداع». وأضاف: «ما جرى كان اختياراً وليس انتخابات. في استعادة للأحداث، يبدو ان الحملة برمتها كانت مسرحية: (المرشد علي) خامنئي لم يكن ليسمح مطلقاً بأن يخسر نجاد». وقال مارك فيتزباتريك وهو محلل في «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» الذي يتخذ من لندن مقراً له: «فوجئت بجرأة النظام في اعلان هذا الفارق لمصلحة نجاد، اذ ان الزخم خلال الحملة الانتخابية بدا في الاتجاه الآخر». وأضاف ان «متطرفي النظام يبدو انهم مارسوا كل السلطة التي يتمتعون بها، لإبقاء نجاد في منصبه. لا شك في ان الاسباب الرئيسة تُعزى الى مخاوف من فقدان السيطرة على البلاد، من خلال سياسات مثل الاستعداد لمحاورة الولاياتالمتحدة». وزاد ان النتائج «لا تبشر بخير في ما يتعلق بتسوية سريعة وسلمية للنزاع النووي». كما قال بروس ريدل وهو محلل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي): «يمثل ذلك انتكاسة للآمال في العثور على إيران أكثر انفتاحاً للتواصل». وأضاف ريدل الذي يعمل حالياً في «معهد بروكينغز» للبحوث: «ولكن اعتقد أنه لا يزال من المفيد أن نحاول التواصل. دعنا نكتشف ما إذا كان نجاد المنتصر الذي حصل على تفويض كبير، منفتحاً الآن للمحادثات. هل المتشدد أكثر قدرة على التحرك، لا سيما بعد أن يحقق نصراً؟». اما إليوت أبرامز وهو مسؤول سابق في إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، فقال: «كلّ من النصر الواضح والتزوير الواضح يعقّد استراتيجية أوباما بدرجة كبيرة. نصيحتي أنه سيكون من الأفضل لو أنهم فكروا في فرض مزيد من العقوبات». وأضاف ابرامز الذي يعمل الآن في «مجلس العلاقات الخارجية»، ان «العقوبات التي تؤلم قد تكون أداة قوية وقد تدفع النظام إلى تفاوض جاد. ولكن الأرجح أن استراتيجية التواصل عانت من ضربة قوية جداً». وقال جون الترمان وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط: «هناك إحساس بأن المزاج تغيّر، على رغم أن الوقائع لم تتغيّر». ودعا الترمان الذي يعمل في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية»، الى اعتماد «سياسة استكشاف هادئ لسبل بناء مصلحة مشتركة وطرق لوقف السلوك العدائي».