قال المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي إن الوضع هناك يتدهور بشدة لكن لا يزال من الممكن التوصل إلى حل في 2013 بموجب شروط خطة السلام التي تم الاتفاق عليها في جنيف في حزيران (يونيو). وأضاف أن الدولة ستنهار من دون التوصل إلى حل، محذراً من «صومال جديد» في سورية. وقال الإبراهيمي إن أفكاره للحل تتضمن وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وخطوات تؤدي إلى انتخابات يتم عبرها تشكيل الحكومة ويكون النظام برلمانياً وليس رئاسياً حسب رغبة السوريين «لأنهم لا يريدون نظاماً رئاسياً». وأوضح الإبراهيمي أنه تحدث في هذا الشأن مع موسكو وأميركا وفي سورية أيضاً، مشدداً على أن البحث يجري عن الحل الضروري والمستعجل. وكان الإبراهيمي أجرى محادثات في القاهرة أمس مع كل من الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد عمرو. وأكد الإبراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع العربي أن «الوضع في سورية سيء جداً جداً... ويتفاقم ووتيرة تفاقمه تزداد»، محذراً من أنه «إذا استمر الوضع كما هو لسنة أخرى سيقتل 100 ألف سوري آخرين». وكرر الإبراهيمي قوله: إما حل الأزمة سياسياً بشكل يرضي الشعب السوري ويحقق طموحاته وحقوقه المشروعة، أو أن تتحول سورية إلى جحيم. وشدد على أنه «من دون الحل سيحدث انهيار كامل لدولة سورية». وأشار إلى أنه أطلع العربي على نتائج زيارته لكل من دمشقوموسكو. ولفت إلى أنه تحدث مع الرئيس السوري بشار الأسد مطولاً وذكر له كل الأمور المتعلقة بالأزمة، كما تحدث مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أيضاً في الشأن نفسه. وقال الإبراهيمي إنه خلال ما يقرب من عامين من أزمة سورية قتل حوالى 50 ألفاً، وإذا استمرت الأزمة سنة أخرى سيقتل 100 ألف وليس 25 ألفاً، وأن هناك 4 ملايين في سورية «هائمين» منهم مليونا نازح ومليونان لم ينزحوا ولكنهم في أمس الحاجة إلى كل شيء. وأعلن الإبراهيمي أنه سيتقدم بمقترحه للحل إلى المجتمع الدولي، منتقداً في الوقت نفسه أداء مجلس الأمن تجاه أزمة سورية، وقال إن المجلس مسؤول عن السلم والأمن في العالم كله، مضيفاً أنه إذا لم تحل أزمة سورية في خلال الأشهر المقبلة سيكون العالم كله مهدداً. ولفت الإبراهيمي إلى أن هناك توافقاً من كل دول المنطقة وكذلك الدول (5+1) على الحل السلمي للأزمة في إشارة إلى نتائج اجتماع جنيف في حزيران (يونيو) الماضي. وقال إن هناك أسساً صالحة لبناء عملية سلام في سورية، ويستطيع السوريون أنفسهم إنهاء الحرب، وهم لن يقبلوا بأي نظام رئاسي بعد ذلك كما كان من قبل فهم يريدون برلماناً منتخباً. وأكد أنه ليس متشائماً من الوضع في سورية، وإنما ما يتحدث عنه هو الواقع، وحذر مما يمكن أن تصل إليه سورية إذا لم يتم التعامل مع الأزمة بشكل صحيح، وقال إن الحل ممكن ولكنه يزداد صعوبة كل يوم. وأكد أن اقتراحه يتضمن أيضاً أسلوب العمل الذي يؤدي إلى تغيير حقيقي شامل. وأوضح أنه تحدث مع الرئيس السوري «ولكن ليس كل ما يقال يعلن للإعلام». وتابع: «إنني أخجل وأنا أقف أمام اللاجئين في الأردن أو تركيا وأنا لا أستطيع أن أقدم لهم شيئاً أو أقدم لهم على الأقل خبر يطمئنهم. ونفى الإبراهيمي في شدة أن يكون الرئيس السوري أبلغه أنه سيستخدم الأسلحة الكيماوية. وقال: المطروح تم التوافق عليه من معظم دول المنطقة وكل الدول الخمس الدائمة العضوية والأمين العام للأمم المتحدة ودول المنطقة شاركت فيه ما عدا السعودية وإيران وفيها أسس صالحة تماماً للبناء عليها وبناء عملية سلام يستطيع السوريون أنفسهم عبرها إنهاء الحرب والقتال وبناء مستقبل سورية. وتابع: أنا لم أقل إن بقاء الرئيس لازم لا من قريب ولا من بعيد ولم أقل يرحل غداً. وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الوزير المفوض عمرو رشدي صرح عقب لقاء عمرو والإبراهيمي بأن مصر ستواصل جهودها على جميع الأصعدة المتاحة لحل الأزمة سلمياً، مشدداً على استبعاد إمكانية الحسم العسكري ومعارضة التدخل العسكري الأجنبي، وضرورة البدء على الفور في عملية انتقال وتحول ديموقراطي منظم في سورية. وأشار إلى أن المقابلة جاءت عقب عودة عمرو من موسكو حيث أجرى محادثات مع نظيره الروسي تناولت الشأن السوري، وذلك في إطار الجهود المصرية المستمرة لحقن الدماء في سورية من خلال الأطر الثنائية والدولية. وكان العربي رد أمس في لقاء صحافي مخصص للحديث عن حصاد العام على انتقادات لضعف موقف الجامعة إزاء هجوم الجيش السوري على مخيم اليرموك، وقال إن البعض يتصور أن الجامعة لديها جيش يمكن أن تدافع به عن مخيم اليرموك، مشيراً إلى أنه اتصل بالسلطات السورية، ولكنهم تجاهلوا اتصالاتي، مؤكداً أن ما حدث في اليرموك مسؤولية السلطات السورية ومجلس الأمن المسؤول عن الأمن والسلم الدوليين، وقال إن الدول العربية التي لديها مخيمات فلسطينيين عليها حمايتهم.