بيروت، موسكو، انقرة - رويترز، ا ف ب - كررت ايران امس دعمها للرئيس بشار الاسد وتأكيدها على قدرة نظامه على البقاء في الحكم. وقال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الايراني، بعد محادثات اجراها في موسكو، إن بلاده لا تعتقد بان الأسد وحكومته سيسقطان قريبا. واضاف: «لدينا شكوك قوية في هذا. فالجيش السوري وجهاز الدولة يعملان بسلاسة». واشار عبد اللهيان الى ان المحادثات التي اجراها مع المسؤولين الروس تؤكد ان موسكو لم تغير موقفها من الازمة السورية. ورد ناطق باسم «الجيش السوري الحر» على المبادرة التي اعلنتها الخارجية الايرانية الاحد الماضي، ودعت فيها الى حوار وطني يؤدي الى حكومة انتقالية تحضر لانتخابات نيابية ورئاسية، فقال «ان إيران هي في موقع الشريك في إطالة عمر الأزمة والإيرانيون يريدون اليوم ان يأخذوا طاولة التفاوض من دمشق إلى طهران وهذا يدل على دورهم وتورطهم في الأزمة السورية». واضاف ان «الجيش الحر يرفض جملة وتفصيلاً المبادرة الإيرانية ولا يرى إيران إلا كما يراها الشعب السوري شريكة في القتل والتدمير ونؤكد مجدداً أن لا حل سياسيا في سورية قبل رحيل الأسد وعصاباته عن السلطة». وفي القاهرة، بحث المبعوث العربي - الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس خطته بشأن المرحلة المقبلة من مهمته. ورفض الإدلاء بتصريحات عقب محادثاته، سواء في مقر الجامعة بالقاهرة مع أمينها العام نبيل العربي أو مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو. وبحسب مصادر مطلعة، فقد جرى خلال لقاء العربي والإبراهيمي البحث في أفق تطوير ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر جنيف في 30 حزيران (يونيو) الماضي، وإمكان البناء على نتائجه وصولاً إلى صيغة أطلق عليها نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي تسمية «جنيف 2». واتفق المسؤولان على استمرار العمل على إنهاء العنف والاقتتال، وذلك بعد عرض وتحليل المواقف الدولية المختلفة من هذه الأزمة، خصوصاً لجهة لقاءات الإبراهيمي مع المسؤولين في موسكو وواشنطن وكذلك مع عدد من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، وجهود حل الأزمة وتفاصيل الأوضاع على الأرض، والجهود المبذولة لإغاثة المتضررين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم. وقالت الخارجية المصرية ان لقاء الإبراهيمي وعمرو تناول التطورات على الساحة السورية وما تتطلبه من مضاعفة الجهود لدعم الإغاثة الإنسانية للشعب السوري، كما تطرقا إلى الجهد المصري والعربي والدولي الهادف إلى وقف إراقة الدماء في سورية بأسرع ما يمكن. في هذا الوقت نقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصدر في البحرية الروسية إن روسيا أرسلت سفنا حربية الى البحر المتوسط تحسبا لاحتمال اضطرارها لإجلاء رعاياها من سورية. فقد غادرت مجموعة من خمس سفن من بينها سفينتان هجوميتان وسفينة صهريج وسفينة مرافقة ميناء في بحر البلطيق اول من أمس الإثنين في طريقها الى البحر المتوسط وقد تبقى هناك لفترة غير محددة. وذكر المصدر الروسي ان الاستعدادات لنشر السفن تمت بشكل عاجل وبالغ السرية. من جهة اخرى، رد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو على الانتقادات الايرانية لنشر صواريخ «باتريوت» لحماية الاراضي التركية من هجمات سورية، ودعا طهران الى استخدام نفوذها وتوجيه رسالة واضحة الى النظام السوري لوقف العنف ضد شعبه، «بدلا من انتقاد نظام الصواريخ». وقال: «على ايران ان تقول كفى للنظام السوري المستمر في قمع شعبه واستفزاز تركيا من خلال الانتهاكات الحدودية». واضاف «اليوم اذا كان هناك عنصر في المنطقة يهدد السلام، فهو سياسات النظام السوري العدوانية». وعلى الصعيد الميداني انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي امس، بعد الاشتباكات العنيفة التي بدأت قبل ثلاثة ايام مع مقاتلي المعارضة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام انسحبت من الحواجز والمقرات في مدن وبلدات وقرى كفرنبودة وحلفايا وحيالين والحماميات. كما سيطرت المعارضة على حاجز سوق الهال في بلدة كفرزيتا في المنطقة نفسها. وكان المرصد افاد اول من امس (الاثنين) عن انسحاب القوات النظامية من حواجز الشيخ حديد وباب الطاقة وحصرايا في ريف حماة. وجاء ذلك في الوقت الذي اعلن عضو القيادة المشتركة العسكرية العليا ل «الجيش الحر» العقيد الطيار الركن قاسم سعدالدين عن «بدء عمليات تحرير مدينة حماة وريفها». ونفذ الطيران الحربي السوري غارات جوية امس على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بعد سيطرة مقاتلين فلسطينيين وسوريين معارضين للنظام على اجزاء كبيرة من المخيم. وذكرت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية ان قصفا بالمدفعية والهاون استهدف المخيم الذي شهد خلال الايام الماضية موجات نزوح كثيفة في اتجاه احياء اخرى من دمشق وعبر الحدود مع لبنان. وتزامن القصف الجوي مع تعرض احياء دمشق الجنوبية المجاورة للقصف كما وقعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في حي التضامن. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في بيان ان السوريين واللاجئين الفلسطينيين الذين يقطنون في مخيم اليرموك «عانوا على وجه الخصوص من اشتباكات مسلحة كثيفة اشتملت على استخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات.