يرسو مؤشر الخوف، الذي يُعرف في الأسواق المالية العالمية باسم «فيكس»، عند أدنى مستوياته، ما يعني غياب المخاوف الجدية من انهيار مالي محتمل للبورصات في المدى المنظور. ولطالما تابع المستثمرون السويسريون هذا المؤشر، خصوصاً بعدما تكبدوا خسائر بمئات الملايين من الفرنكات، جعلتهم يهربون في شكل جماعي من بعض أسواق المال، لا سيما الأميركية الشمالية باستثناء المكسيكية. ويعجز بعض خبراء المال السويسريون عن توقع مستقبل أسواق المال، ولكن المستجدات والتطورات المالية والاقتصادية في العالم، تساعدهم في رسم بعض التوقعات المتواضعة التي يعتبر مؤشر «فيكس» ميزاناً مهماً فيها. وعلى رغم ذلك، لا يعتبر مؤشر «فيكس» عاملاً حاسماً في تحديد أحوال أسواق المال العالمية بدقة شديدة، فقدرات هذا المؤشر لم تبرز اقتراب مصرف «ليمان بروذرز» الأميركي من الإفلاس السريع عام 2008، إذ في 15 أيلول (سبتمبر) 2008، أعلن المصرف الأميركي إفلاسه تزامناً مع تدهور قيمة أسهمه 80 في المئة في دقائق معدودة. وفي الأسابيع التي تلت عملية الإفلاس المصرفية الأميركية المدوية، سجل المراقبون ارتفاع قيمة مؤشر «فيكس» إلى 90 (على 100). ويراوح المؤشر اليوم بين 15 و20، على رغم اعتماده بارومترات متطورة تجعله أكثر دقة، إلا أن الاعتماد عليه حصراً من قبل المستثمرين، الأفراد أو المؤسسات، لرسم خطط استثمارية مستقبلية، خطوة يصفها الجميع بالمتهورة. ولفت خبراء اقتصاد في مرصد جامعة «لوزرن» الاقتصادي، إلى أوضاع مؤشر «أس آند بي 500» ضرورية لمؤازرة تذبذبات مؤشر «فيكس». ويجب على المستثمرين أخذ احتياطات عندما ترتفع عمليات شراء الأسهم في مؤشر «أس آند بي 500» في شكل يفوق طبيعتها المألوفة. وعلى الأمد المتوسط، أي لغاية الربع الأول من العام المقبل، لا يتوقع هؤلاء الخبراء تذبذبات قوية في هذا المؤشر. ويعتقد سويسريين أن أي قفزة استثنائية لمؤشر «فيكس، أي دخول الأسواق المالية العالمية مرحلة من الانهيار، منوطة بحالات تقنية معروفة باسم «ريسك أوف»، ترى إقبالاً استثنائياً على شراء الدولار والين الياباني بصفتهما عملتين تمثلان ملاذاً آمناً للمستثمرين الدوليين. وفي هذه الحالة، ستكون سلوكيات المستثمرين غير عادية، إذ سيقبلون ببيع جزء من أسهمهم في الأسواق المالية مهما كان موقعها الجغرافي، لشراء كل ما يتوافر لهم من ين ودولار. وعلى الصعيد السويسري، سيخصص المستثمرون جزءاً من أموالهم الهاربة من البورصات الدولية، لشراء سندات أوروبية وسويسرية حكومية وخاصة في وقت لاحق، عندما يصبح مردودها مرتفعاً. ولا ينظر المستثمرون السويسريون إلى قيمة مؤشر «فيكس» حصراً، بل يأخذون في الاعتبار درجة العصبية التي تسببها تقلبات مؤشر «أس آند بي 500» في أسواق المال المحلية.