فتحت البورصات الاميركية على انخفاض امس مع ترقب المستثمرين الاسبوع الاختباري لاداء المصارف والشركات الاميركية، وما ستُظهره نتائج الربع الاول للبنوك الكبرى وبعض الشركات العملاقة التي ستُعلن تباعاً اعتباراً من اليوم مع «غولدمان ساكس»، ثم «جي بي مورغن» الخميس، و»سيتي غروب» الجمعة، و»مورغن ستانلي» الثلثاء المقبل، من بين 30 شركة يتم تداول اسهمها في «ستاندارد اند بور – 500» اضافة الى قلق المستثمرين والشركات على مصير شركة «جنرال موتورز» بعد تقرير نشرته «نيويورك تايمز» عن امكان اجبار الشركة على طلب الافلاس اذا لم تتمكن من تسوية اوضاعها وتأمين موارد مالية جديدة واقرار تسوية مع نقابات العمال. وسيشهد الاسبوع الجاري اعلان بيانات اقتصادية عن الشهر الماضي تتناول نسبة التضخم والانتاج الصناعي وعدد المنازل الجديدة في الولاياتالمتحدة. ومع ان اسعار النفط تراجعت اكثر من 3 دولارات امس دون 49 دولاراً للبرميل في عقود ايار (مايو) بعد خفض وكالة الطاقة الدولية تقديرها للاستهلاك بواقع 2.4 مليون برميل يوميا في 2009، وهو أكبر انخفاض منذ مطلع الثمانينات، الا ان توقعات التعافي الاقتصادي قد يعيدها الى النمو قبل نهاية السنة اذا توقفت دورة الخسائر في الاسواق كما قالت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. ونتيجة لمبدأ الترقب السائد في اسواق الاسهم تراجع مؤشر «ستاندارد اند بور – 500» الواسع النطاق امس بعد 23 يوماً من المكاسب التي حققها تباعاً مسجلاً رقماً قياسياً لم تشهده الاسواق منذ ركود 1933. وكان المؤشر تحسن بنسة 27 في المئة منذ تسجيله ادنى المستويات في 12 آذار (مارس) الماضي بعدما اقتنع المستثمرون بان مبلغ ال12.8 تريليون دولار التي خصصها الرئيسان جورج بوش وباراك اوباما ومجلس الاحتياط الفيديرالي (المركزي الاميركي) لانقاذ الاقتصاد ودورة النمو، سيعيد احياء ارباح الشركات. وبين من يُتوقع ان تكون نتائجها سلبية نسبياً شركات «شيفرون» و»اكسون موبيل) (نفط) و»بوينغ» (طيران) و»جينوورث» (تأمين). ولا يزال المؤشر متراجعاً بنسبة 36.46 في المئة على مدى الاسابيع ال52 الماضية. وقبيل فتح بورصة لندن اليوم وكشف بنود الموازنة البريطانية منتصف الاسبوع المقبل توقع وزرير الخزانة الاستير دارلينغ عودة النمو في الربع الاخير من السنة بعد ثلاثة ارباع من الانكماش والركود في حين ايدت مجموعة من الاقتصاديين هذه التوقعات «لأن الاجراءات الحكومية، خصوصاً في جانب تنظيف المصارف ودعمها، اثمرت بوقف التدهور وعودة الشركات الى الاقتراض والاستثمار». وستعكس البورصات الاوروبية التي كانت مغلقة امس، في اليوم الاخير من عطلة الفصح، حذراً نتيجة تراجع البورصات الاميركية وستميل مؤشراتها الى اللون الاحمر، خصوصاً في القطاع المالي، الى ما بعد اعلان نتائج «غولدمان ساكس». وكانت منظمة التعاون والتنمية توقعت الاسبوع الماضي ان «تكون اسوأ مراحل الازمة الاقتصادية في تشرين الاول (اكتوبر) اصبحت من الماضي». ومن الاشارات ذات المعنى، التي ظهرت في عطلة نهاية الاسبوع الطويلة، ما اعلنه «غولدمان ساكس»، سادس اكبر مصرف اميركي، عن نجاحه في جمع رأس مال، بقيمة 5.5 بليون دولار، لشراء اصول شركات خاصة او اسهم او استثمارات بمبالغ تراوح بين مليون وبليون دولار في الشركات التي تحتاج الى رؤوس اموال او من صناديق التقاعد او من الاستثمارات الخاصة. وذُكر ان «جي بي مورغن»، ثاني اكبر مصرف اميركي من حيث حجم الاصول، يُشكل صندوقاً خاصاً لهذا الشأن مستهدفاً جمع نحو 5 بلايين دولار ايضاً. ويمكن للصندوقين ان يسيطرا على نسبة 4 في المئة تقريباً من حجم الاستثمارات الخاصة حول العالم البالغ 2.5 تريليون دولار ومن ثم ادارتها لحساب الزبائن.