أصبح انتشار الأجهزة الرياضية والإقبال عليها ثقافة منزلية جديدة لدى العراقيين، بعدما كان استخدامها مقتصراً على الأندية الرياضية وحكراً على مرتادي قاعات التمرين، في بلد تحكمه العادات الصارمة ومشاغل الحياة اليومية والاضطرابات الأمنية. وأصبحت هذه الأجهزة في متناول الجميع في العراق، وباتت تباع في المتاجر وتشهد إقبالاً كبيراً لاستخدامها داخل المنزل، لرفع اللياقة البدنية أو لتخفيف الوزن. يؤكد علي نور (25 سنة) الذي يعمل في مركز تجاري متخصص في بيع الأجهزة الرياضية في بغداد، أن «الإقبال على شراء هذه الأجهزة أصبح كبيراً ولمختلف الأعمار، لأن إمكان الذهاب إلى القاعات أمر غير متاح أمام الجميع». ويضيف: أكثرها رواجاً جهاز «تريد ميل»، المخصص لتمارين الجري، وهو مزود بشاشة تعطي معلومات عن السرعة ودقات القلب والمسافات التي تقطع أثناء تأدية التمارين». ويشير إلى أن مختلف الفئات العمرية من شباب ونساء وكبار في السن، تستخدم هذه الأجهزة في البيوت، لدرجة أنها أصبحت جزءاً من الأثاث. ويتراوح سعر الجهاز الواحد بين 300 وألف دولار. ويقول نور إن هناك إقبالاً أيضاً على جهاز «توتل كور» الذي «يتميز بتمارينه غير المجهدة وصغر حجمه وسعره المناسب. وهو من الأكثر شيوعاً، لأنه يساعد على تذويب تراكمات الشحوم في منطقة البطن». ويشجع الدكتور عبد الكريم الصفار من دائرة الطب الرياضي التابعة لوزارة الشباب والرياضة، استخدام هذه الأجهزة، لا سيما «بسبب التقاليد والأعراف الدينية، التي تجعل من الصعب على النساء الذهاب إلى قاعات الرياضة»، كما يقول. ويضيف: «هناك صعوبة أيضاً في إجراء تمارين الجري خارج المنزل، لعدم وجود أماكن مخصصة لذلك». ويوضح الطبيب أن «رياضة المشي والجري من افضل أنواع الرياضات، لكن هل نستطيع ممارستها في ظل الظروف الحياتية التي يواجهها الناس هنا؟ بالطبع لا. ولذا من الأفضل أن يلجا ممارسو هذه الرياضة إلى الأجهزة المنزلية». و يؤكد رسول عبد، الذي يشرف على مبيعات هذه الأجهزة في أحد متاجر العاصمة، أن «أصحاب السمنة الراغبين في تخفيف الوزن، هم الاكثر تهافتاً على شراء هذه الأجهزة، وهذا الأمر شجع على انتشار المحال المخصصة لبيعها».