تجد رياضة بناء الأجسام إقبالاً لافتاً من كثير من الشباب في هذه الفترة، ويبدو أن توعية بفوائد الرياضة وعشقاً للظهور ساهما في دفع الشباب للاهتمام بها أكثر. ويرى مدرب اللياقة البدنية عبدالجليل الشامي أن لرياضة بناء الأجسام فوائد عدة، مبينا أن العمر المناسب لممارسة هذا النوع من الرياضة يبدأ من سن ال18، مشدداً على خضوع الشخص لكشف طبي قبل البدء في ممارسة هذه الرياضية، مشيراً إلى أن رياضة كمال الأجسام تعتمد على نظام غذائي معين يحتوي على الكربوهيدرات الجيدة ذات الألياف العالية والبروتينات الحيوانية والنباتية والدهون مثل زيت الزيتون وزيت الذرة. ما الهدف في رأيك من رياضة بناء الأجسام؟ إعطاء الجسم الشكل الجيد، وتمنح الشخص الثقة بالنفس والقوة المطلوبة، كما أنها تنشط الذهن والعقل وتقوي وتبني العضلات بشكل متوازن. وتختلف المنافسات في هذه الرياضة حسب فئات الأوزان، حيث تبدأ بوزن 60 كيلو جراماً إلى الوزن الثقيل فوق 175 كيلوجراماً، وتكون منافساتها محلية ودولية. وتبدأ رياضة كمال الأجسام بالانخراط في التدريب تحت إشراف مدرب مختص والاهتمام بالتغذية والبرامج العلمية المدروسة المجربة، وتعد هذه الرياضة مدخلاً لكافة الرياضات. ما العمر المناسب للبدء بممارستها؟ يبدأ العمر المناسب لممارسة رياضة كمال الأجسام من 18 عاماً، وذلك لتلافي تشوهات العمود الفقري والعظام، خصوصاً إذا ما استخدمت الأوزان الثقيلة. هل تتناسب رياضة كمال الأجسام مع الرجال والنساء؟ تناسب الرجال أكثر من النساء بسبب وجود الهرمونات الذكرية الطبيعية لدى الرجل، إلا أنها بدأت في الانتشار في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة بين النساء، وأصبحت هناك منافسات عالمية نسائية بها. هل يجب أن يخضع الشخص للكشف الطبي قبل ممارستها؟ يفضل إجراء الكشف الطبي لأنها رياضة غير هوائية خصوصاً فحص القلب وضغط الدم والسكر، بحيث يجب مراعاة من لديه هذه الأمراض بوضع برامج مخصصة. البعض يخلط بين رياضتي بناء الأجسام ورفع الأثقال، ما الفرق بينهما؟ كمال الأجسام رياضة تعمل على تدريب الجسم بشكل كامل وتظهر تناسق العضلات وتعتمد على جعل الحركة أصعب حتى تعم الفائدة كل ألياف العضلة وكل زواياها. أما رفع الأثقال فهي رياضة تعتمد على "التكنيك" في تحريك الأوزان والسرعة في أداء الحركات "خطف، نتر"، ودفع الساقين بشكل احترافي، ويجب أن يتم إعداد الجسم بشكل جيد لاستيعاب رفع الأوزان الثقيلة التي تتعدى وزن الجسم نفسه بمراحل، إلا أنها لا تهتم بالشكل الجمالي للجسم. متى تستخدم الأوزان الثقيلة؟ ومتى تستخدم الخفيفة؟ تستخدم الأوزان الخفيفة في البداية لإحماء العضلة وضخ الدم اللازم لها وإحماء أوتار العضلة والأربطة، ويكون التكرار بالأوزان الخفيفة ما بين 12 إلى 15 عدة، أما الثقيلة فتستخدم لزيادة حجم وسماكة العضلة والتكرارات تكون ما بين 5 إلى 8 عدات، وتكرر الجلسات من 3 إلى 4 مرات للتمرين الواحد. إلى أي مدى يعوض استخدام الأجهزة الرياضية داخل الصالات المغطاة، ممارسة الرياضة في الهواء الطلق؟ يفضل الجري وممارسة التمارين في الهواء الطلق، حيث الأكسجين والطبيعة الجميلة التي تساعد على أداء التدريبات بشكل أفضل وأكثر حيوية، ولكن إذا كانت الأحوال الجوية سيئة فلا مانع من استخدام الصالات المغطاة حيث توجد الأجهزة المختلفة التي يستعيض بها المتدرب عن الطبيعة مثل السير الكهربائي والدراجات الثابتة وغيرها. هل هناك نظام غذائي معين لممارسة رياضة كمال الأجسام؟ النظام الغذائي في هذه الرياضة يجب أن يحتوي على الكربوهيدرات الجيدة ذات الألياف العالية مثل البطاطس، المكرونة، خبز البر، الحبوب، الأرز المسلوق. والبروتينات الحيوانية والنباتية مثل اللحوم، الدجاج، البيض، الأسماك، الألبان، الأجبان، العدس، الفول، الفاصوليا، الحمص. وكذلك الدهون مثل زيت الزيتون، وزيت الذرة. أما الفيتامينات والمعادن فيتم الحصول عليها من خلال تناول الخضروات والفواكه. إلى جانب ذلك يجب الاهتمام بشرب الماء بكميات كافية يومياً لتعويض النقص بسبب التعرق الشديد أثناء التدريبات. إلى أي مدى يصمد المنضم حديثاً إلى رياضة كمال الأجسام ويصبر عليها للوصول إلى النتائج المرجوة؟ هذا يعتمد على رغبة الشخص وإرادته وطموحه في تحقيق الهدف من خلال النتائج المحققة في أقرب وقت، وكذلك من خلال تشجيع المدرب وتهيئة المناخ العام الذي يساعد على الوصول لأفضل النتائج. ما حالات العلاج الطبيعي التي تستخدم فيها هذه الرياضة؟ في البداية تفيد رياضة بناء الأجسام في تقوية العضلات كرياضة بشكل عام، أما في الحالات العلاجية خصوصاً بعد عمليات الأربطة والغضاريف، والانزلاق نتيجة الحوادث لا قدر الله، فيلجأ أطباء العلاج الطبيعي إلى إخضاع المريض لجلسات تدريبية خفيفة ومتدرجة لتقوية الأعصاب والأوتار وعمل بعض تمرينات الإطالة ليستعيد الجسم لياقته. هل من الممكن التركيز على أجزاء معينة من الجسم دون الأخرى خصوصاً في حال تركز السمنة في هذه الأجزاء والرغبة في التخلص منها؟ نعم يمكن ذلك من خلال عمل عدد أكبر من الجلسات وفترات الراحة تكون أقل والوزن أقل، مثلاً (15 عدة في 4 جلسات)، ويكون التمرين بهدف تخفيف الدهون على العضلات خصوصاً الصدر والبطن والفخذين. ما الأدوات الشخصية التي يحتاجها ممارس رياضة بناء الأجسام، وهل هي رياضة مكلفة؟ لا تتعدى الملابس الرياضية الفضفاضة والمريحة لتسهيل الحركة، ويفضل أن تكون من القطن الخالص، بالإضافة إلى حزام للوسط لتمارين الظهر والأرجل، وقفازات للأيدي، وحذاء من نوع جيد. أما من ناحية التكلفة فمعظمها تكون تحت بند الاهتمام بالتغذية، لأنها تعتمد على المواد البروتينية بشكل خاص لنمو العضلات، وتعدد الوجبات حيث تصل إلى 6 وجبات يومياً في بعض الأحيان. ماذا يحدث إذا أفرط اللاعب في التدريب، أو استخدم أوزاناً فوق طاقته؟ إذا أفرط اللاعب في التدريب يتعرض لإرهاق العضلات والجسم ويمكن أن تحدث آلام في العضلات، وعند استخدام أوزان فوق الطاقة وبدون تركيز تحدث إصابات مختلفة بشكل عام. هل من الأفضل أن يبدأ الشاب في مقتبل حياته ببناء جسمه قبل أن ينضم لممارسة أية رياضة؟ رياضة بناء الأجسام هي مدخل لجميع الرياضات التي تحتاج للقوة والصبر والجلد، والتناغم في العضلات، فجميع الرياضات كالسباحة والجري وكرة القدم والمضرب والتجديف، جميعها تحتاج إلى القوة التي يحصل عليها الشاب من خلال بناء جسمه وتقوية عضلاته بالشكل المطلوب لممارسة رياضته الأساسية. نصيحة تقدمها إلى كل من يمارس رياضة كمال الأجسام؟ الالتزام مع المدرب في البرامج التدريبية والغذائية وأداء التمارين بشكل جيد، والاهتمام بالنظافة الشخصية في الملابس وعدم الإفراط في التدريب، والإحماء الجيد قبل البدء في التدريبات، والتدرج في حمل الأوزان، وعدم استخدام الهرمونات والمنشطات وعدم الالتفات للدعايات المضللة لها، والإكثار من شرب الماء، والإكثار من المواد الغنية بالبروتينات والمأكولات البحرية، الابتعاد عن التدخين، والصبر حتى تحصل على النتائج المستهدفة، والابتعاد عن السهر والنوم مبكرا.