تلقت زهراء محمد، الطالبة المُبتعثة للدراسة في إحدى الجامعات الأميركية، «صدمة» خلال أداء أحد الاختبارات، حين اكتشفت أن «الأميركيين أيضاً يمارسون الغش». وتقول زهراء، التي تمضي سنتها الدراسية الثالثة: «كان ذلك في السنة الدراسية الأولى لي هنا. وكنتُ أعتقد أن الغش في الاختبارات أصبح من ذكريات الماضي، التي تركتها خلفي منذ صعدت إلى الطائرة في مطار الملك فهد الدولي في الدمام». وخلال السنوات الثلاث الماضية، لم تكتشف زهراء أن الأميركيين يغشون فقط»، بل أنهم «متقدمون عنا بمراحل في الغش. حتى أن بقية الطلبة من الجنسيات الأخرى، يتعلمون منهم الغش، مثلنا نحن السعوديين، فضلاً عن بقية العرب والصينيين، والجنسيات الأخرى»، موضحة أنه «باعتبار أن الإجابة في الاختبارات تُقدم عبر أجهزة الحاسب الآلي، فهم يستعينون بالمواقع الإلكترونية». ومن أطرف الخطط التي كُشفت أخيراً، ومُورست مرات عدة، أن «يدخل طالبان إلى مكتب الدكتور، فيشاغله أحدهما بالحديث، فيما يتولى الآخر مهمة نسخ أوراق الاختبار، ثم يقوم بتسريبها إلى الطلاب قبل موعد الاختبار». وأشارت زهراء، إلى أن هناك مَنْ يستعينون بخدمة «واتساب»، وشبكات التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك» و«تويتر»، مضيفة :« على رغم أن الإشراف الرقابي يمنح الطلاب ثقة كبيرة، بحيث يمشي المراقب خافضاً رأسه، لا ينظر إلى وجوه الطلاب، ويخرج من القاعة ويعود، احتراماً لإنسانيتهم، وتقديراً لجهودهم. إلا أن الغش يعتبر مرفوضاً قطعياً في الجامعات الغربية، من دون استثناء، باعتباره «انتحالاً». ومن يضبط يُعتبر راسباً في المادة». واستعرض المعلم عبدالله علي، أنواع الغش وأساليبه، موضحاً أن «التقنية الحديثة دخلت على الخط، وسهّلت كثيراً على الطلاب. فهناك مَنْ يستخدم الموبايل، ويخبئه بطريقة احترافية، ويضع سماعات في أذنيه، ويتصل بالخارج، أو تصله الإجابات من طريق الرسائل النصية القصيرة، أو يخزن إجابات متوقعة في موبايله». ويتفنن بعض الطلاب في «الاتفاق على إشارات وحركات معينة، فيما بينهم، فكل سؤال له إشارة، إما بالصوت، أو النظرة، أو الحركة بإحدى اليدين. وكل إصبع يدل على معنى. ولا يعيق الطلاب شيءٌ أكثر من أن يضع المراقب نظارة سوداء فوق عينيه، بحيث تختبئ عن الجميع نظراته، فلا يعلمون إلى أي جهة هو ينظر، وهنا يلزمون الحذر» بحسب عبدالله. وفرّق المعلم محمد إبراهيم، بين الغش في مدارس البنات والأولاد، معتبراً الطلاب «أكثر مراساً في الغش من الطالبات، لأنهن يخشين معلماتهن. ولا قدرة لهن على ابتكار الأساليب، إما خوفاً، أو حياءً من التشهير أمام الزميلات، وبخاصة أن اسم الطالبة أو الطالب المضبوط بالغش في بعض الكليات من المملكة، ينشر في جميع الزوايا والجدران، كجزء من العقاب»، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المعلمين يتعرضون أيام الاختبارات إلى «مواقف انتقامية من قبل بعض المراهقين، من خلال تكسير سياراتهم، أو حرقها، أو تهديدهم شخصياً، وربما الاعتداء عليهم».