شنّ النائب المحافظ البارز أحمد توكلي هجوماً لاذعاً على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، واتهمه بالسعي إلى نيل «صلاحيات خاصة»، كما دعا إلى جلسة مغلقة لمجلس الشورى (البرلمان) لمناقشة كلام نجاد. وكان الرئيس الإيراني دافع عن السجل الاقتصادي لحكومته، وخطتها لرفع الدعم عن سلع أساسية، وحضّ البرلمان الذي جمّد المرحلة الثانية من الخطة، على الامتناع عن التدخل في شؤون الحكومة. واتهم نجاد البرلمان بإبطاء الخطة، لتطبيقها خلال 5 سنوات، مقراً بأن حكومته رأت إمكان تنفيذها خلال سنتين. وقال للتلفزيون الإيراني إن خطة رفع الدعم تشكّل «أضخم المشاريع الاقتصادية» في تاريخ إيران، مشيراً إلى أن حكومته أعدت «سبعة مشاريع لتطبيق إصلاحات اقتصادية رئيسة، هي: ترشيد الدعم الحكومي، وإصلاح النظام المصرفي، ونظام التوزيع، والنظام الجمركي، والضرائب، وتغيير العملة الوطنية». وأضاف: «يدرك شعبنا أن ثمة أمراضاً مزمنة في اقتصادنا، مثل تراجع الاستثمار والتضخم المستمر وضخامة الواردات ومحدودية الصادرات، وهذه مشاكل موجودة في اقتصادنا منذ 60 سنة». وأعلن نجاد أن اقتصاد بلاده شهداً نمواً نسبته 5.2 في المئة خلال السنة الإيرانية التي تنتهي في آذار (مارس) المقبل، مشيراً إلى أن التضخم يبلغ 26.1 في المئة. واعتبر أن بلاده «تخوض حرباً اقتصادية محددة الهدف مع القوى الغربية الساعية إلى إضعاف اقتصادها»، مؤكداً أن إيران «تمكنت من السيطرة على تداعيات العقوبات الغربية». وأشار إلى أن حكومته «أعدت خططاً بعيدة المدى للحد من ارتهان البلاد لأموال النفط»، مشدداً على أن صادرات إيران غير النفطية ستتخطى هذا العام 50 بليون دولار. وانتقد توكلي كلام نجاد، قائلاً خلال جلسة لمجلس الشورى: «أقسمنا كلنا على الدفاع عن الدستور، لكن بعض تصريحاته (نجاد) لم تستند إلى الدستور إطلاقاً». واعتبر أن الرئيس الإيراني «تخطى حدود سلطته في سياق تنفيذ قانون رفع الدعم، ويريد كذلك سلطات خاصة تتعارض مع الدستور»، وذلك من خلال إبعاد البرلمان عن سلطة اتخاذ القرار. ودعا توكلي، وهو قريب لرئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، البرلمان إلى عقد جلسة مغلقة فوراً، لمناقشة كلام نجاد. في غضون ذلك، زار نجاد مستشاره الإعلامي علي اكبر جوانفكر في مستشفى في طهران، وتمنى له شفاءً سريعاً. واطلع نجاد على الوضع الصحي لجوانفكر الذي أشار طبيبه إلى انه يعاني «مشاكل في القلب والكلى وارتفاعاً في ضغط الدم وآلاماً في الظهر وتضخماً في الغدة الدرقية». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن جوانفكر الذي خرج من المستشفى امس، «يصرّ» على العودة إلى سجن إيفين اليوم، حيث ينفذ حكماً بسجنه 6 اشهر لإدانته بنشر مقالات تتعارض مع الإسلام و»إهانة» مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي. لكن ثمة إشاعات عن موافقة الأخير على العفو عن جوانفكر، إذ يحتاج متابعة العلاج في مستشفى. إلى ذلك، اتُهم النائب المحافظ حميد رسائي المقرّب من نجاد، باختلاس 1.8 بليون تومان (نحو 1.5 مليون دولار بسعر الصرف الرسمي)، خلال ترؤسه فرع مدينة قم في وزارة الثقافة، أثناء الولاية الأولى للرئيس الإيراني (2005-2009). وكان رسائي انتقد إخراج مهدي هاشمي، نجل رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني، من السجن بكفالة، إذ تتهمه السلطات ب «التجسس والفساد المالي». ووصف رسائي نجل الرئيس السابق بأنه «أمّ الفساد» في البلاد، و»العقل المدبر للفتنة ضد المرشد» علي خامنئي. وأعلن مركز الإحصاء الإيراني أن اكثر من 800 ألف من عمال المزارع فقدوا وظائفهم خلال السنوات السبع لحكم نجاد. أما رئيس منظمة التنمية البيئية والمستدامة في طهران محمد هادي حيدرزاده فأشار إلى أن 45 ألف إيراني يموتون سنوياً، بسبب تلوّث الهواء في البلاد.