قلة هم المسؤولون الاميركيون الذين زاروا قصر بشار الاسد في سورية وقطاع غزة. ولكن جون كيري المعين لخلافة هيلاري كلينتون في وزارة الخارجية، راكم من خلال مهامه في مجلس الشيوخ خبرة دولية قوية. وكيري الذي لم يحالفه الحظ في انتخابات الرئاسة الاميركية عام 2004 امام جورج بوش والبطل الحاصل على وسام في حرب فيتنام قبل ان يصبح مناضلا مناهضا للحرب هو سناتور ماساتشوسيتس منذ عام 1984. وقد بلغ مؤخرا التاسعة والستين من العمر. وبحكم ترؤسه منذ 2008 للجنة الشؤون الخارجية المهمة في مجلس الشيوخ خلفا لنائب الرئيس الحالي جو بايدن، فان لدى كيري بالفعل دراية واسعة بالملفات الدبلوماسية وكان مبعوثا لاوباما في ملفات حساسة وخاصة في باكستان. زار كيري افغانستانوباكستان ومصر واسرائيل وغزة وسورية والاردن ودارفور وبكين. ويعرفه الاميركيون جيدا منذ ان ترشح للرئاسة في 2004، بفضل ادانته للمعلومات الاستخباراتية الخاطئة التي ادت الى غزو العراق ولانه جعل من اعادة الاعتبار لصورة بلاده اولوية خلال حملته. لكن جورج بوش رد عليه بانه صوت هو نفسه على خوض الحرب، مثل العديد من زملائه الديموقراطيين. ولدى كيري في مجلس الشيوخ عدد من الاصدقاء بين الجمهوريين ومنهم جون ماكين الذي شن حملة على سوزان رايس التي كان يفترض ان تخلف هيلاري كلينتون. وتعرضت رايس، المقربة من الرئيس باراك اوباما، لانتقادات حادة من ماكين وحلفائه الجمهوريين بسبب تصريحاتها بعد اعتداء بنغازي الذي قتل خلاله اربعة اميركيين بينهم السفير الاميركي في ليبيا كريستوفر ستيفنز في 11 ايلول (سبتمبر) الماضي. واقترح العديد منهم اسم جون كيري كمرشح بديل. حتى ان جون ماكين خاطب جون كيري خلال مؤتمر صحافي بلقب "سيدي وزير الخارجية". ورد عليه كيري بحزم "سيدي الرئيس"، لان ماكين خسر ايضا سباق الرئاسة في 2008. ثم اضاف ضاحكا "هذا ما يحصل عندما يجتمع خاسران". وجون كيري الكاثوليكي متزوج من تيريزا، وريثة امبراطورية هاينز، وهو ابن طيار من الحرب العالمية الثانية. ويروي انه دخل بدراجته الى برلينالشرقية عندما كان والده في المانيا. وبعد دراسته في جامعة يال، انضم الى الجيش وحارب في فيتنام مثل جون ماكين، ثم اعلن معارضته للحرب بعد عودته في 1971. وفي مجلس الشيوخ، دافع سدى عن مشروع قانون لخفض انبعاثات الغازات المسببة للتلوث. وبعد انتخاب اوباما، اصبح مبعوثا للرئيس في ملفات ساخنة وخصوصا في الشرق الاوسط. كما ارسل الى اسلام اباد في ايار (مايو) 2011 لتهدئة الباكستانيين الذين لم يتبلغوا من واشطن بعملية اغتيال اسامة بن لادن. وفي شباط (فبراير) 2009، كان بين ثلاثة من اعضاء الكونغرس زاروا قطاع غزة تحت سيطرة حركة حماس التي تعتبرها واشنطن ارهابية. والتقى عدة مرات الرئيس السوري في 2010 قبل بدء حركة الاحتجاج في سورية. ويعرف كيري كذلك اوروبا جيدا وخصوصا فرنسا حيث امضى اهله اجازات الصيف مرارا، كما يتكلم الفرنسية جيدا. والناشط الفرنسي في حماية البيئة بريس لالوند، رئيس مؤتمر الاممالمتحدة للتنمية المستدامة (ريو+20) هو قريب والدته. ويحتاج كيري للاغلبية في مجلس الشيوخ للموافقة على ترشيحه وهو ما يتوقع ان يجري بعد تنصيب اوباما في 21 كانون الثاني (يناير). ولكن الجمهوريين يعتبرون المنصب مضمونا له. فقبل ايام، قال الجمهوري تشاك غراسلي "حتى وان لم نكن متفقين مع السناتور كيري حول بعض المسائل الداخلية، فقد قام بعمل جيد على راس لجنة الشؤون الخارجية".